وبُكْمٌ ذَوُو كَلَامٍ ، وعُمْيٌ ذَوُو أَبْصَارٍ ، لَا أَحْرَارُ صِدْقٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ ، ولَا إِخْوَانُ ثِقَةٍ عِنْدَ الْبَلَاءِ تَرِبَتْ أَيْدِيكُمْ يَا أَشْبَاهً الإِبِلِ غَابَ عَنْهَا رُعَاتُهَا كُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ تَفَرَّقَتْ مِنْ آخَرَ ، واللَّهِ لَكَأَنِّي بِكُمْ فِيمَا إِخَالُكُمْ : أَنْ لَوْ حَمِسَ الْوَغَى ، وحَمِيَ الضِّرَابُ ، قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الْمَرْأَةِ عَنْ قُبُلِهَا . وإِنِّي لَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ، ومِنْهَاجٍ مِنْ نَبِيِّي ، وإِنِّي لَعَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ أَلْقُطُهُ لَقْطاً .« خطبة » 106 / 105 وقَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَى لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ ، وتُوصَلُ بِهَا جِيرَانُكُمْ ، ويُعَظِّمُكُمْ مَنْ لَا فَضْلَ لَكُمْ عَلَيْهِ ، ولَا يَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ ، ويَهَابُكُمْ مَنْ لَا يَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً ، ولَا لَكُمْ عَلَيْهِ إِمْرَةٌ .وقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلَا تَغْضَبُونَ وأَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ وكَانَتْ أُمُورُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ تَرِدُ ، وعَنْكُمْ تَصْدُرُ ، وإِلَيْكُمْ تَرْجِعُ ، فَمَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ ، وأَلْقَيْتُمْ إِلَيْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ ، وأَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّهِ فِي أَيْدِيهِمْ ، يَعْمَلُونَ بِالشُّبُهَاتِ ، ويَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ ، وايْمُ اللَّهِ لَوْ فَرَّقُوكُمْ تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ ، لَجَمَعَكُمُ اللَّهُ لِشَرِّ يَوْمٍ لَهُمْ « خطبة » 108 / 107 مَا لِي أَرَاكُمْ أَشْبَاحاً بِلَا أَرْوَاحٍ ، وأَرْوَاحاً بِلَا