أَعَالِيلُ بِأَضَالِيلَ ، وسَأَلْتُمُونِي التَّطْوِيلَ ، دِفَاعَ ذِي الدَّيْنِ الْمَطُولِ . لَا يَمْنَعُ الضَّيْمَ الذَّلِيلُ ولَا يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلَّا بِالْجِدِّ أَيَّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ ، ومَعَ أَيِّ إِمَامٍ بَعْدِي تُقَاتِلُونَ الْمَغْرُورُ واللَّهِ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ ، ومَنْ فَازَ بِكُمْ فَقَدْ فَازَ - واللَّهِ - بِالسَّهْمِ الأَخْيَبِ ، ومَنْ رَمَى بِكُمْ فَقَدْ رَمَى بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ . أَصْبَحْتُ واللَّهِ لَا أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ ، ولَا أَطْمَعُ فِي نَصْرِكُمْ ، ولَا أُوعِدُ الْعَدُوَّ بِكُمْ . مَا بَالُكُمْ مَا دَوَاؤُكُمْ مَا طِبُّكُمْ الْقَوْمُ رِجَالٌ أَمْثَالُكُمْ . أَقَوْلاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وغَفْلةً مِنْ غَيْرِ وَرَعٍ وطَمَعاً فِي غَيْرِ حَقٍّ « خطبة » 39 / 39 خطبها عند علمه بغزوة النعمان بن بشير صاحب معاوية لعين التمر ، وفيها يبدي عذره ، ويستنهض الناس لنصرته مُنِيتُ بِمَنْ لَا يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ ولَا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ ، لَا أَبَا لَكُمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ ، ولَا حَمِيَّةَ تُحْمِشُكُمْ أَقُومُ فِيكُمْ مُسْتَصْرِخاً ، وأُنَادِيكُمْ مُتَغَوِّثاً ، فَلَا تَسْمَعُونَ لِي قَوْلاً ، ولَا تُطِيعُونَ لِي أَمْراً ، حَتَّى تَكَشَّفَ الأُمُورُ عَنْ عَوَاقِبِ الْمَسَاءَةِ ، فَمَا يُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ ، ولَا يُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ ، دَعَوْتُكُمْ إِلَى نَصْرِ إِخْوَانِكُمْ فَجَرْجَرْتُمْ جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ الأَسَرِّ ، وتَثَاقَلْتُمْ تَثَاقُلَ النِّضْوِ الأَدْبَرِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ مِنْكُمْ جُنَيْدٌ مُتَذَائِبٌ ضَعِيفٌ « كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وهُمْ يَنْظُرُونَ » .