أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ ، وإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ : هَذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ ، أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ واللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ البرم بالناس يَا أَشْبَاهً الرِّجَالِ ولَا رِجَالَ حُلُومُ الأَطْفَالِ ، وعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ ولَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً - واللَّهِ - جَرَّتْ نَدَماً ، وأَعْقَبَتْ سَدَماً . قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً ، وشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً ، وجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً ، وأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ والْخِذْلَانِ حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ : إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ ، ولَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ .لِلَّهِ أَبُوهُمْ وهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً ، وأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا ومَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ ، وهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ ولَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ « خطبة » 29 / 29 بعد غارة الضحاك بن قيس صاحب معاوية على الحاجّ بعد قصة الحكمين وفيها يستنهض أصحابه لما حدث في الأطراف أَيُّهَا النَّاسُ ، الْمُجْتَمِعَةُ أَبْدَانُهُمْ ، الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ ، كَلَامُكُمْ يُوهِي الصُّمَّ الصِّلَابَ ، وفِعْلُكُمْ يُطْمِعُ فِيكُمُ الأَعْدَاءَ تَقُولُونَ فِي الْمَجَالِسِ : كَيْتَ وكَيْتَ ، فَإِذَا جَاءَ الْقِتَالُ : قُلْتُمْ حِيدِي حَيَادِ مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ ، ولَا اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ ،