أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنْ أَمْرِ عُثْمَانَ حَتَّى يَكُونَ سَمْعُهُ كَعِيَانِهِ .إِنَّ النَّاسَ طَعَنُوا عَلَيْهِ ، فَكُنْتُ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أُكْثِرُ اسْتِعْتَابَهُ ، وأُقِلُّ عِتَابَهُ ، وكَانَ طَلْحَةُ والزُّبَيْرُ أَهْوَنُ سَيْرِهِمَا فِيهِ الْوَجِيفُ ، وأَرْفَقُ حِدَائِهِمَا الْعَنِيفُ . وكَانَ مِنْ عَائِشَةَ فِيهِ فَلْتَةُ غَضَبٍ ، فَأُتِيحَ لَهُ قَوْمٌ فَقَتَلُوهُ ، وبَايَعَنِي النَّاسُ غَيْرَ مُسْتَكْرَهِينَ ولَا مُجْبَرِينَ ، بَلْ طَائِعِينَ مُخَيَّرِينَ واعْلَمُوا أَنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ قَدْ قَلَعَتْ بِأَهْلِهَا وقَلَعُوا بِهَا ، وجَاشَتْ جَيْشَ الْمِرْجَلِ ، وقَامَتِ الْفِتْنَةُ عَلَى الْقُطْبِ ، فَأَسْرِعُوا إِلَى أَمِيرِكُمْ ، وبَادِرُوا جِهَادَ عَدُوِّكُمْ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ .« الكتب والرسائل » 4 / 4 إلى بعض أمراء جيشه فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ الطَّاعَةِ فَذَاكَ الَّذِي نُحِبُّ ، وإِنْ تَوَافَتِ الأُمُورُ بِالْقَوْمِ إِلَى الشِّقَاقِ والْعِصْيَانِ فَانْهَدْ بِمَنْ أَطَاعَكَ إِلَى مَنْ عَصَاكَ ، واسْتَغْنِ بِمَنِ انْقَادَ مَعَكَ عَمَّنْ تَقَاعَسَ عَنْكَ ، فَإِنَّ الْمُتَكَارِهً مَغِيبُهُ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِهِ ، وقُعُودُهُ أَغْنَى مِنْ نُهُوضِهِ .« الكتب والرسائل » 18 / 18 إلى عبد الله بن عباس وهو عامله على البصرة واعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ ، ومَغْرِسُ الْفِتَنِ ، فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ ، واحْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ .وقَدْ بَلَغَنِي تَنَمُّرُكَ لِبَنِي تَمِيمٍ ، وغِلْظَتُك عَلَيْهِمْ ، وإِنَّ بَنِي