« يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالإِمَامِ الْجَائِرِ ولَيْسَ مَعَهُ نَصِيرٌ ولَا عَاذِرٌ ، فَيُلْقَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيَدُورُ فِيهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَى ، ثُمَّ يَرْتَبِطُ فِي قَعْرِهَا » وإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهً أَلَّا تَكُونَ إِمَامَ هَذِهِ الأُمَّةِ الْمَقْتُولَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ : يُقْتَلُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ إِمَامٌ يَفْتَحُ عَلَيْهَا الْقَتْلَ والْقِتَالَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ويَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَيْهَا ، ويَبُثُّ الْفِتَنَ فِيهَا ، فَلَا يُبْصِرُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ يَمُوجُونَ فِيهَا مَوْجاً ، ويَمْرُجُونَ فِيهَا مَرْجاً . فَلَا تَكُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَيِّقَةً يَسُوقُكَ حَيْثُ شَاءَ بَعْدَ جَلَالِ السِّنِّ وتَقَضِّي الْعُمُرِ .فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : « كَلِّمِ النَّاسَ فِي أَنْ يُؤَجِّلُونِي ، حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَظَالِمِهِمْ » فَقَالَ عليه السلام : مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَلَا أَجَلَ فِيهِ ، ومَا غَابَ فَأَجَلُهُ وُصُولُ أَمْرِكَ إِلَيْهِ .« ومن كلام له عليه السلام » 168 / 167 بعد ما بويع له بالخلافة ، وقد قال له قوم من الصحابة : لو عاقبت قوما ممن أجلب على عثمان فقال عليه السلام : يَا إِخْوَتَاهْ إِنِّي لَسْتُ أَجْهَلُ مَا تَعْلَمُونَ ، ولَكِنْ كَيْفَ لِي بِقُوَّةٍ والْقَوْمُ الْمُجْلِبُونَ عَلَى حَدِّ شَوْكَتِهِمْ ، يَمْلِكُونَنَا ولَا نَمْلِكُهُمْ وهَا هُمْ هَؤُلَاءِ قَدْ ثَارَتْ مَعَهُمْ عِبْدَانُكُمْ ، والْتَفَّتْ إِلَيْهِمْ أَعْرَابُكُمْ ، وهُمْ خِلَالَكُمْ يَسُومُونَكُمْ مَا شَاءُوا وهَلْ تَرَوْنَ مَوْضِعاً لِقُدْرَةٍ عَلَى شَيْءٍ تُرِيدُونَهُ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ أَمْرُ جَاهِلِيَّةٍ ، وإِنَّ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ مَادَّةً . إِنَّ النَّاسَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ - إِذَا حُرِّكَ - عَلَى أُمُورٍ : فِرْقَةٌ تَرَى مَا تَرَوْنَ ، وفِرْقَةٌ تَرَى مَا لَا تَرَوْنَ ، وفِرْقَةٌ لَا تَرَى هَذَا ولَا ذَاكَ ،