سَابِقَتِي عَنْ تُهَمَتِي ولَمَا وَعَظَهُمُ اللَّهُ بِهِ أَبْلَغُ مِنْ لِسَانِي . أَنَا حَجِيجُ الْمَارِقِينَ ، وخَصِيمُ النَّاكِثِينَ الْمُرْتَابِينَ ، وعَلَى كِتَابِ اللَّهِ تُعْرَضُ الأَمْثَالُ ، وبِمَا فِي الصُّدُورِ تُجَازَى الْعِبَادُ « ومن كلام له عليه السلام » 164 / 163 لما اجتمع الناس شكوا ما نقموه على عثمان وسألوه مخاطبته لهم واستعتابه لهم ، فدخل عليه فقال : إِنَّ النَّاسَ وَرَائِي وقَدِ اسْتَسْفَرُونِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُمْ ، ووَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ مَا أَعْرِفُ شَيْئاً تَجْهَلُهُ ، ولَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمْرٍ لَا تَعْرِفُهُ . إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ . مَا سَبَقْنَاكَ إِلَى شَيْءٍ فَنُخْبِرَكَ عَنْهُ ، ولَا خَلَوْنَا بِشَيْءٍ فَنُبَلِّغَكَهُ . وقَدْ رَأَيْتَ كَمَا رَأَيْنَا ، وسَمِعْتَ كَمَا سَمِعْنَا ، وصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - كَمَا صَحِبْنَا . ومَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ولَا ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ ، وأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَى أَبِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وسلم - وَشِيجَةَ رَحِمٍ مِنْهُمَا وقَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالَا . فَاللَّهً اللَّهً فِي نَفْسِكَ فَإِنَّكَ - واللَّهِ - مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمًى ، ولَا تُعَلَّمُ مِنْ جَهْلٍ ، وإِنَّ الطُّرُقَ لَوَاضِحَةٌ ، وإِنَّ أَعْلَامَ الدِّينِ لَقَائِمَةٌ . فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ ، هُدِيَ وهَدَى ، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً ، وأَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً . وإِنَّ السُّنَنَ لَنَيِّرَةٌ ، لَهَا أَعْلَامٌ ، وإِنَّ الْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ ، لَهَا أَعْلَامٌ . وإِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وضُلَّ بِهِ ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً ، وأَحْيَا بِدْعَةً مَتْرُوكَةً .وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ - يَقُولُ :