كَيَوْمٍ حَانَ انْسِلَاخُهُ اعْزُبِي عَنِّي فَوَاللَّهِ لَا أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّينِي ، ولَا أَسْلَسُ لَكِ فَتَقُودِينِي . وايْمُ اللَّهِ - يَمِيناً أَسْتَثْنِي فِيهَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ - لأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهِشُّ مَعَهَا إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ مَطْعُوماً ، وتَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً ولأَدَعَنَّ مُقْلَتِي كَعَيْنِ مَاءٍ ، نَضَبَ مَعِينُهَا ، مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا . أَتَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ وتَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ ويَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ ، والسَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ « الحكمة وقصارى الكلام » 77 / 74 ومِنْ خَبَرِ ضِرَارِ بْنِ حَمْزَةَ الضَّبَائِيِّ عِنْدَ دُخُولِهِ عَلَى مُعَاوِيَةَ ومَسْأَلَتِهِ لَهُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وقَالَ فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ وهُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ، ويَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ ، ويَقُولُ : يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا ، إِلَيْكِ عَنِّي ، أَبِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ لَا حَانَ حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي ، لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ فِيهَا فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ ، وخَطَرُكِ يَسِيرٌ ، وأَمَلُكِ حَقِيرٌ .آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ ، وطُولِ الطَّرِيقِ ، وبُعْدِ السَّفَرِ ، وعَظِيمِ الْمَوْرِدِ