لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً ، ويُقَصِّرَ مُزْدَجِراً حَتَّى إِذَا قَامَ اعْتِدَالُهُ ، واسْتَوَى مِثَالُهُ ، نَفَرَ مُسْتَكْبِراً ، وخَبَطَ سَادِراً ، مَاتِحاً فِي غَرْبِ هَوَاهُ ، كَادِحاً سَعْياً لِدُنْيَاهُ ، فِي لَذَّاتِ طَرَبِهِ ، وبَدَوَاتِ أَرَبِهِ ثُمَّ لَا يَحْتَسِبُ رَزِيَّةً ، ولَا يَخْشَعُ تَقِيَّةً فَمَاتَ فِي فِتْنَتِهِ غَرِيراً ، وعَاشَ فِي هَفْوَتِهِ يَسِيراً ، لَمْ يُفِدْ عِوَضاً ، ولَمْ يَقْضِ مُفْتَرَضاً . دَهِمَتْهُ فَجَعَاتُ الْمَنِيَّةِ فِي غُبَّرِ جِمَاحِهِ ، وسَنَنِ مِرَاحِهِ فَظَلَّ سَادِراً وبَاتَ سَاهِراً فِي غَمَرَاتِ الآلَامِ ، وطَوَارِقِ الأَوْجَاعِ والأَسْقَامِ ، بَيْنَ أَخٍ شَقِيقٍ ، ووَالِدٍ شَفِيقٍ ، ودَاعِيَةٍ بِالْوَيْلِ جَزَعاً ، ولَادِمَةٍ لِلصَّدْرِ قَلَقاً والْمَرْءُ فِي