responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 381


أُنُفِ الأَوَانِ . فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضَاضَةِ الشَّبَابِ إِلَّا حَوَانِيَ الْهَرَمِ وأَهْلُ غَضَارَةِ الصِّحَّةِ إِلَّا نَوَازِلَ السَّقَمِ وأَهْلُ مُدَّةِ الْبَقَاءِ إِلَّا آوِنَةَ الْفَنَاءِ مَعَ قُرْبِ الزِّيَالِ ، وأُزُوفِ الِانْتِقَالِ ، وعَلَزِ الْقَلَقِ ، وأَلَمِ الْمَضَضِ ، وغُصَصِ الْجَرَضِ ، وتَلَفُّتِ الِاسْتِغَاثَةِ بِنُصْرَةِ الْحَفَدَةِ والأَقْرِبَاءِ ، والأَعِزَّةِ والْقُرَنَاءِ فَهَلْ دَفَعَتِ الأَقَارِبُ ، أَوْ نَفَعَتِ النَّوَاحِبُ ، وقَدْ غُودِرَ فِي مَحَلَّةِ الأَمْوَاتِ رَهِيناً ، وفِي ضِيقِ الْمَضْجَعِ وَحِيداً ، قَدْ هَتَكَتِ الْهَوَامُّ جِلْدَتَهُ ، وأَبْلَتِ النَّوَاهِكُ جِدَّتَهُ وعَفَتِ الْعَوَاصِفُ آثَارَهُ ، ومَحَا الْحَدَثَانُ مَعَالِمَهُ ، وصَارَتِ الأَجْسَادُ شَحِبَةً بَعْدَ بَضَّتِهَا ، والْعِظَامُ نَخِرَةً بَعْدَ قُوَّتِهَا ، والأَرْوَاحُ مُرْتَهَنَةً بِثِقَلِ أَعْبَائِهَا ، مُوقِنَةً بِغَيْبِ أَنْبَائِهَا ، لَا تُسْتَزَادُ مِنْ صَالِحِ عَمَلِهَا ، ولَا تُسْتَعْتَبُ مِنْ سَيِّئِ زَلَلِهَا أَو لَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ والآبَاءَ ، وإِخْوَانَهُمْ والأَقْرِبَاءَ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ ، وتَرْكَبُونَ قِدَّتَهُمْ ، وتَطَئُونَ جَادَّتَهُمْ فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا لَاهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا ، سَالِكَةٌ فِي غَيْرِ مِضْمَارِهَا كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا ، وكَأَنَّ الرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا .
وقَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ حَمِيداً ، وقَدَّمَ زَادَ الآجِلَةِ سَعِيداً ، وبَادَرَ مِنْ وَجَلٍ ، وأَكْمَشَ فِي مَهَلٍ ، ورَغِبَ فِي طَلَبٍ ، ثُمَّ مَنَحَهُ قَلْباً حَافِظاً ، ولِسَاناً لَافِظاً ، وبَصَراً لَاحِظاً ،

381

نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست