سَكْرَةٍ مُلهِثَةٍ ، وغَمرَةٍ كَارِثَةٍ ، وأنّةٍ مُوجِعَةٍ ، وَجَذْبَةٍ مُكْرِبَةٍ ، وسَوْقةٍ متْعِبَةٍ . ثُمَّ أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ مُبْلِساً ، وجُذِبَ مُنْقَاداً سَلِساً ، ثُمَّ أُلْقِيَ عَلَى الأَعْوَادِ رَجِيعَ وَصَبٍ ، ونِضْوَ سَقَمٍ ، تَحْمِلُهُ حَفَدَةُ الْوِلْدَانِ ، وحَشَدَةُ الإِخْوَانِ ، إِلَى دَارِ غُرْبَتِهِ ، ومُنْقَطَعِ زَوْرَتِهِ ، ومُفْرَدِ وَحْشَتِهِ حَتَّى إِذَا انْصَرَفَ الْمُشَيِّعُ ، ورَجَعَ الْمُتَفَجِّعُ ، أُقْعِدَ فِي حُفْرَتِهِ نَجِيّاً لِبَهْتَةِ السُّؤَالِ ، وعَثْرَةِ الِامْتِحَانِ .أُولِي الأَبْصَارِ والأَسْمَاعِ ، والْعَافِيَةِ والْمَتَاعِ ، هَلْ مِنْ مَنَاصٍ أَوْ خَلَاصٍ ، أَوْ مَعَاذٍ أَوْ مَلَاذٍ ، أَوْ فِرَارٍ أَوْ مَحَارٍ أَمْ لَا « فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ » أَمْ أَيْنَ تُصْرَفُونَ أَمْ بِمَا ذَا تَغْتَرُّونَ وإِنَّمَا حَظُّ أَحَدِكُمْ مِنَ الأَرْضِ ، ذَاتِ الطُّوْلِ والْعَرْضِ ، قِيدُ قَدِّهِ ، مُتَعَفِّراً عَلَى خَدِّهِ الآْنَ عِبَادَ اللَّهِ والْخِنَاقُ مُهْمَلٌ ، والرُّوحُ مُرْسَلٌ ، فِي فَيْنَةِ الإِرْشَادِ ، ورَاحَةِ الأَجْسَادِ ، وبَاحَةِ الِاحْتِشَادِ ، ومَهَلِ الْبَقِيَّةِ ، وأُنُفِ الْمَشِيَّةِ ، وإِنْظَارِ التَّوْبَةِ ، وانْفِسَاحِ الْحَوْبَةِ ، قَبْلَ الضَّنْكِ والْمَضِيقِ ، والرَّوْعِ والزُّهُوقِ ، وقَبْلَ قُدُومِ الْغَائِبِ الْمُنْتَظَرِ وأِخْذَةِ الْعَزِيزِ الْمُقْتَدِرِ .« خطبة » 86 / 85 فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُ مِنْكُمْ فِي أَيَّامِ مَهَلِهِ ، قَبْلَ إِرْهَاقِ أَجَلِهِ .