responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 265


بِالنَّجَاةِ ، ومَنْ أَخَذَ يَمِيناً وشِمَالاً ذَمُّوا إِلَيْهِ الطَّرِيقَ ، وحَذَّرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وكَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ ، وأَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ .
وإِنَّ لِلذِّكْرِ لأَهْلاً أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْيَا بَدَلاً ، فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ ولَا بَيْعٌ عَنْهُ ، يَقْطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الْحَيَاةِ ، ويَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ، فِي أَسْمَاعِ الْغَافِلِينَ ، ويَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ ويَأْتَمِرُونَ بِهِ ، ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ويَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ ، فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إِلَى الآْخِرَةِ وهُمْ فِيهَا ، فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَكَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ فِي طُولِ الإِقَامَةِ فِيهِ ، وحَقَّقَتِ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ عِدَاتِهَا ، فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لأَهْلِ الدُّنْيَا ، حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا يَرَى النَّاسُ ، ويَسْمَعُونَ مَا لَا يَسْمَعُونَ . فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ الْمَحْمُودَةِ ، ومَجَالِسِهِمُ الْمَشْهُودَةِ ، وقَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ ، وفَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وكَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا ، أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا ، وحَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ ، فَضَعُفُوا عَنِ الِاسْتِقْلَالِ بِهَا ، فَنَشَجُوا نَشِيجاً ، وتَجَاوَبُوا نَحِيباً ، يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ واعْتِرَافٍ ، لَرَأَيْتَ أَعْلَامَ هُدًى ، ومَصَابِيحَ دُجًى ، قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ ، وتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وفُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وأُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ ، فِي مَقْعَدٍ اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ ، فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ ، وحَمِدَ مَقَامَهُمْ .

265

نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست