« خطبة » 191 / 233 فَمَا أَقَلَّ مَنْ قَبِلَهَا ، وحَمَلَهَا حَقَّ حَمْلِهَا أُولَئِكَ الأَقَلُّونَ عَدَداً ، وهُمْ أَهْلُ صِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِذْ يَقُولُ : « وقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ » .« خطبة » 192 / 234 فَلَا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى والسُّخْطَ بِالْمَالِ والْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ ، والِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى والِاقْتِدَارِ ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى : « أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ » فَإِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ .« ومن كلام له عليه السلام » 222 / 213 قاله عند تلاوته : « يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ والآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله » .إِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ وتَعَالَى جَعَلَ الذِّكْرَ جِلاءً لِلْقُلُوبِ ، تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَةِ ، وتُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَةِ ، وتَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ ، ومَا بَرِحَ لِلَّهِ ، عَزَّتْ آلَاؤُهُ ، فِي الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ ، وفِي أَزْمَانِ الْفَتَرَاتِ ، عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فِي فِكْرِهِمْ ، وكَلَّمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ ، فَاسْتَصْبَحُوا بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبْصَارِ والأَسْمَاعِ والأَفْئِدَةِ ، يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ ، ويُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ ، بِمَنْزِلَةِ الأَدِلَّةِ فِي الْفَلَوَاتِ . مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ ، وبَشَّرُوهُ