لِلنُّجُومِ السَّيَّارَةِ وجَعَلْتَ سُكَّانَهُ سِبْطاً مِنْ مَلَائِكَتِكَ ، لَا يَسْأَمُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ ورَبَّ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي جَعَلْتَهَا قَرَاراً لِلأَنَامِ ، ومَدْرَجاً لِلْهَوَامِّ والأَنْعَامِ ، ومَا لَا يُحْصَى مِمَّا يُرَى ومَا لَا يُرَى ورَبَّ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي الَّتِي جَعَلْتَهَا لِلأَرْضِ أَوْتَاداً ، ولِلْخَلْقِ اعْتِمَاداً .« خطبة » 163 / 162 يَتَفَيَّأُ عَلَيْهِ الْقَمَرُ الْمُنِيرُ ، وتَعْقُبُهُ الشَّمْسُ ذَاتُ النُّورِ فِي الأُفُولِ والْكُرُورِ ، وتَقَلُّبِ الأَزْمِنَةِ والدُّهُورِ ، مِنْ إِقْبَالِ لَيْلٍ مُقْبِلٍ ، وإِدْبَارِ نَهَارٍ مُدْبِرٍ .وعِلْمُهُ بِمَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى كَعِلْمِهِ بِمَا فِي الأَرَضِينَ السُّفْلَى .« خطبة » 160 / 159 فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ ، وأَعْمَلَ فِكْرَهُ ، لِيَعْلَمَ كَيْفَ أَقَمْتَ عَرْشَكَ ، وكَيْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَكَ ، وكَيْفَ عَلَّقْتَ فِي الْهَوَاءِ سَمَاوَاتِكَ ، وكَيْفَ مَدَدْتَ عَلَى مَوْرِ الْمَاءِ أَرْضَكَ ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِيراً ، وعَقْلُهُ مَبْهُوراً ، وسَمْعُهُ وَالِهاً ، وفِكْرُهُ حَائِراً .« خطبة » 186 / 228 وأَنْشَأَ الأَرْضَ فَأَمْسَكَهَا مِنْ غَيْرِ اشْتِغَالٍ ، وأَرْسَاهَا عَلَى غَيْرِ قَرَارٍ ، وأَقَامَهَا بِغَيْرِ قَوَائِمَ ، ورَفَعَهَا بِغَيْرِ دَعَائِمَ ، وحَصَّنَهَا مِنَ الأَوَدِ والِاعْوِجَاجِ ، ومَنَعَهَا مِنَ التَّهَافُتِ والِانْفِرَاجِ .أَرْسَى أَوْتَادَهَا ، وضَرَبَ أَسْدَادَهَا ، واسْتَفَاضَ عُيُونَهَا ، وخَدَّ أَوْدِيَتَهَا فَلَمْ يَهِنْ مَا بَنَاهُ ، ولَا ضَعُفَ مَا قَوَّاهُ .