« الحكمة وقصارى الكلام » 78 / 75 ولَا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ ومَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً : « ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ » .« خطبة » 211 / 202 وكَانَ مِنِ اقْتِدَارِ جَبَرُوتِهِ ، وبَدِيعِ لَطَائِفِ صَنْعَتِهِ ، أَنْ جَعَلَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ الزَّاخِرِ الْمُتَرَاكِمِ الْمُتَقَاصِفِ ، يَبَساً جَامِداً ، ثُمَّ فَطَرَ مِنْهُ أَطْبَاقاً ، فَفَتَقَهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ بَعْدَ ارْتِتَاقِهَا ، فَاسْتَمْسَكَتْ بِأَمْرِهِ ، وقَامَتْ عَلَى حَدِّهِ . وأَرْسَى أَرْضاً يَحْمِلُهَا الأَخْضَرُ الْمُثْعَنْجِرُ ، والْقَمْقَامُ الْمُسَخَّرُ ، قَدْ ذَلَّ لأَمْرِهِ ، وأَذْعَنَ لِهَيْبَتِهِ ، ووَقَفَ الْجَارِي مِنْهُ لِخَشْيَتِهِ . وجَبَلَ جَلَامِيدَهَا ، ونُشُوزَ مُتُونِهَا ، وأَطْوَادِهَا ، فَأَرْسَاهَا فِي مَرَاسِيهَا ، وأَلْزَمَهَا قَرَارَاتِهَا ، فَمَضَتْ رُؤُوسُهَا فِي الْهَوَاءِ ، ورَسَتْ أُصُولُهَا فِي الْمَاءِ ، فَأَنْهَدَ جِبَالَهَا عَنْ سُهُولِهَا ، وأَسَاخَ قَوَاعِدَهَا فِي مُتُونِ أَقْطَارِهَا ومَوَاضِعِ أَنْصَابِهَا ، فَأَشْهَقَ قِلَالَهَا ، وأَطَالَ أَنْشَازَهَا ، وجَعَلَهَا لِلأَرْضِ عِمَاداً ، وأَرَّزَهَا فِيهَا أَوْتَاداً ، فَسَكَنَتْ عَلَى حَرَكَتِهَا مِنْ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا ، أَوْ تَسِيخَ بِحِمْلِهَا ، أَوْ تَزُولَ عَنْ مَوَاضِعِهَا . فَسُبْحَانَ مَنْ أَمْسَكَهَا بَعْدَ مَوَجَانِ مِيَاهِهَا ، وأَجْمَدَهَا بَعْدَ رُطُوبَةِ أَكْنَافِهَا ، فَجَعَلَهَا لِخَلْقِهِ مِهَاداً ،