لِقَوَائِمِ الْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ .« خطبة » 91 / 90 كَبَسَ الأَرْضَ عَلَى مَوْرِ أَمْوَاجٍ مُسْتَفْحِلَةٍ ، ولُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَةٍ ، تَلْتَطِمُ أَوَاذِيُّ أَمْوَاجِهَا ، وتَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِهَا ، وتَرْغُو زَبَداً كَالْفُحُولِ عِنْدَ هِيَاجِهَا ، فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلَاطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا ، وسَكَنَ هَيْجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ بِكَلْكَلِهَا ، وذَلَّ مُسْتَخْذِياً ، إِذْ تَمَعَّكَتْ عَلَيْهِ بِكَوَاهِلِهَا ، فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ ، سَاجِياً مَقْهُوراً ، وفِي حَكَمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِيراً ، وسَكَنَتِ الأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِي لُجَّةِ تَيَّارِهِ ، ورَدَّتْ مِنْ نَخْوَةِ بَأْوِهِ واعْتِلَائِهِ ، وشُمُوخِ أَنْفِهِ وسُمُوِّ غُلَوَائِهِ ، وكَعَمَتْهُ عَلَى كِظَّةِ جَرْيَتِهِ ، فَهَمَدَ بَعْدَ نَزَقَاتِهِ ، ولَبَدَ بَعْدَ زَيَفَانِ وَثَبَاتِهِ ، فَلَمَّا سَكَنَ هَيْجُ الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ أَكْنَافِهَا ، وحَمْلِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ الْبُذَّخِ