فَأَقَامَ مِنَ الأَشْيَاءِ أَوَدَهَا ، ونَهَجَ حُدُودَهَا ، ولَاءَمَ بِقُدْرَتِهِ بَيْنَ مُتَضَادِّهَا ، ووَصَلَ أَسْبَابَ قَرَائِنِهَا ، وفَرَّقَهَا أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتٍ فِي الْحُدُودِ والأَقْدَارِ ، والْغَرَائِزِ والْهَيْئَاتِ ، بَدَايَا خَلَائِقَ أَحْكَمَ صُنْعَهَا ، وفَطَرَهَا عَلَى مَا أَرَادَ وابْتَدَعَهَا ومَا سَكَنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وهَيْبَةِ جَلَالَتِهِ فِي أَثْنَاءِ صُدُورِهِمْ ، ولَمْ تَطْمَعْ فِيهِمُ الْوَسَاوِسُ فَتَقْتَرِعَ بِرَيْنِهَا عَلَى فِكْرِهِمْ .« خطبة » 96 / 95 والظَّاهِرِ فَلَا شَيْءَ فَوْقَهُ ، والْبَاطِنِ فَلَا شَيْءَ دُونَهُ .« خطبة » 109 / 108 كُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ ، وكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ : غِنَى كُلِّ فَقِيرٍ ، وعِزُّ كُلِّ ذَلِيلٍ ، وقُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ ، ومَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ .لَمْ تَخْلُقِ الْخَلْقَ لِوَحْشَةٍ ، ولَا اسْتَعْمَلْتَهُمْ لِمَنْفَعَةٍ ، ولَا يَسْبِقُكَ مَنْ طَلَبْتَ ، ولَا يُفْلِتُكَ مَنْ أَخَذْتَ ، ولَا يَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ عَصَاكَ ، ولَا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ مَنْ أَطَاعَكَ ، ولَا يَرُدُّ أَمْرَكَ مَنْ سَخِطَ قَضَاءَكَ ، ولَا يَسْتَغْنِي عَنْكَ مَنْ تَوَلَّى عَنْ أَمْرِكَ .بِيَدِكَ نَاصِيَةُ كُلِّ دَابَّةٍ ، وإِلَيْكَ مَصِيرُ كُلِّ نَسَمَةٍ . سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ مَا نَرَى مِنْ خَلْقِكَ ومَا أَصْغَرَ كُلَّ عَظِيمَةٍ فِي جَنْبِ قُدْرَتِكَ ومَا أَهْوَلَ مَا نَرَى مِنْ مَلَكُوتِكَ ومَا أَحْقَرَ