responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 9


إدراك هذه الحقائق لا يلزم الذهاب إلى تأويل عزوف لجوء الانسان إلى القوة الأعظم في الكون لدفع مخاوفه وصرف الاخطار عنه ، بل إن العلم الحديث جاء ليؤكد وبشكل قاطع - أكثر مما سبق - أن هنالك قوة قادرة مدبرة مبدعة تتحكم بكل مقدرات الكون ، وأن كل ما يمكن أن يقال بأن الانسان لا يملك أمامها إلا الاقرار بعجزه وضعفه رغم ما بلغه من درجات عالية من الرقي والتحضر .
كما أن العلم الحديث قد أكد عجز كل النظريات الحديثة عن فهم ماهية الانسان وحالاته المتشابكة ، وحيث أخطأ مريدوها عندما دفعوا الانسان جهلا وعمدا إلى التوكل على القوى المادية دون القوة الإلهية العظيمة ، فضاع الانسان بين عقده النفسية والروحية التي لا تعد ولا تحصى ، وبين التفسيرات الخاطئة التي لا تزيده الا خبالا وتعقيدا ، واليك العالم المادي ، وهو مركز التطور العلمي والتقني ، وما يشهده من انحرافات خطيرة ، وعقد شائكة ، وفراغ روحي ، وخوف ؟ مبطن من المجهول ، وأسئلة كثيرة ومتكررة تبحث لها عن جواب دون جدوى ، ودون فائدة ، فلا يجد المرء وليجة ينفذ من خلالها لحل مشكلته الراهنة الا اللجوء إلى المخدرات والاسفاف والاغراق في مظاهر الانحراف والتفسخ ، فلا تزيده الا تعثرا وتخبطا ، فلا يعد في تصوره من منجى الا الموت ، ولا وسيلة إليه الا الانتحار . . ، وأي مراجعة إلى التقارير الرسمية والموثقة تبين بصدق هذه الحقيقة الرهيبة .
إن الله تعالى خالق الانسان وبارئه هو خير من يعلم بما يسعد هذا الانسان وما يوصله إلى بر الأمان الذي فطر هذا المخلوق على طلبه والبحث عنه ، وهذا الحقيقة تتبين بوضوح من خلال المطالعة الواعية لأسس النظام الاسلامي العظيم الذي جاء به رسول الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ، قبل أكثر من خمسة عشر قرنا من الزمان ، وما أخذ أهل بيته الأئمة المعصومين عليهم السلام على عاتقهم من تركيز هذه الأسس والدفاع عنها .

9

نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست