نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 10
ولذا تجد أن الشريعة المقدسة تلزم هذا المخلوق على الاتصال الدائب بخالقه من خلال الدعاء ، لما يشكله من تربية روحية ونفسية فطر الانسان عليها كما أراد ذلك خالقه جل اسمه ، وحيث يجد - وتلك لذة حرم منها من لا يؤمن بها - الكثير من الأمان والاستقرار النفسي لتوافق ذلك المنحى مع ما فطر عليه . ولادراكه الواعي والمبطن بقدرة خالقه على علم كل شئ وعلى فعل كل شئ ، وذلك ما تعجز عنه قطعا كل القوى الأخرى المخلوقة والناقصة ، فما تأتي به الساعات المقبلة ، والأيام القادمة ، وما سيحل وما سيقع ، كل تلك أمور غيبية لا يمكن لاحد الجزم بها الا تخرصا محضا ، وذلك ما هو في علم الله تعالى دون غيره ، فلا غرو ان يلجأ المؤمن إليه لادراكه ذلك ، ولادراكه بقدرته تعالى على فعل كل شئ ، ومنها صرف هذه المحاذير . وإذا كان الطرف الآخر من الدعاء يتمثل في الرغبة وطلب الاستزادة ، فان هذا الشكل المنبعث من الخوف الأزلي من المجهول يعد بلا شك الحلقة الأشد والأكثر وضوحا في بناء الدعاء ، الذي - ولو أن حالة الخوف الكبرى الشاخصة أمام الجميع وهي مسألة الحساب والمسألة تشكل الحلقة الأكبر التي يتغافل عنها قصدا الكثيرون - يوضحه الخط البياني المتصاعد ، والمرتبط بصورة جلية بحالة عدم الاستقرار والسكون في حياة الانسان . ولذا فقد أوجدت هذه الحالة الحياتية المستمرة في حياة الانسان التصاقا متفاوتا - وتبعا لشدة القلق والتحسس - وبأشكال متعددة من الأدعية والأوراد اليومية ، ذات الاشكال المتفقة أحيانا والمختلفة في أحيان اخر . والاستقراء المتأني لمجمل ما كتب وما قيل من أصناف الأدعية المتصلة بهذا الجانب الحساس توضح عمق الأثر النفسي للدعاء وشدة تعلق المؤمن به ، وكذا تبين للمستقرئ حرص أئمة أهل البيت عليهم السلام على تربية المسلمين روحيا وبصورة دقيقة على التعلق بالله تعالى والتوسل به كقوة قادرة وعالمة ورحيمة .
10
نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 10