نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 8
بها هذه الشرائع الإلهية ، والتي توجب بالدين الاسلامي الكبير ، فإنه يعد بحق تجنيا وتخرصا بعيدا جدا عن أرض الواقع ، وربطا غير عقلائي بالمظاهر المنحرفة التي أوجدتها حالات الانحراف الواضح عن أصل الشريعة ومبادئها وإن كانت تحاول الالتصاق بها . إن أفضل ما يمكن لمحاولة بناء الفهم الصحيح لمنهج الدعاء وموضوعيته تكمن بشكل أساس في استقراء القواعد العقائدية التي ينطلق من خلالها الدعاء ، ويبتني على أرضيتها ، وأما الحكم من خلال المظاهر السلبية المنسوبة إليه قسرا ، أو من خلال القياس غير المشروع بجملة الأطروحات الغريبة التي جاءت بها الكنيسة وأتباعها ممن خرجوا بالديانة المسيحية وأفكارها عن مرتكزاتها السليمة والصحيحة جريا وراء نزواتهم وغرائزهم الحيوانية النهمة ، فذلك من الاجحاف والظلم بمكان ، ولا أعتقد أن يقول به أي عاقل منصف ، ولعل هذا الاشتباه الكبير ما وقع فيه من حاول قسرا الربط بين هذين المظهرين المختلفين - جهلا وعمدا - فطبل له الالحاديون وزمروا . إن الشريعة الاسلامية المقدسة جاءت وتحمل في طياتها دعوة البشرية إلى العمل الصالح والبناء ، بل وأولت العاملين المخلصين والعلماء المتفوقين اهتماما خاصا ، وعناية متميزة ، والقرآن الكريم بين ظهراني الأمة لا يعسر على أحد التأمل في آياته لادراك صدق ما ذكرناه ، وكذا هي السنة النبوية المطهرة وأحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام ، سهلة المنال ويسرة الاطلاع لمن أراد ذلك ، فليتأمل بها من أراد إدراك الحقيقة لا غير . وإذا كنا لا ننكر حقيقة كون البشرية في عصرنا الحاضر قد خطت - وبشكل مذهل - خطوات واسعة نحو عالم جديد يرسم العلم الكثير من أبعاده وأشكاله ، بل ويتدخل حتى في أدق دقائقه ، وحيث توضحت أمام ناظري الانسان الكثير من خفيات الأمور ، ومنها ما كان يتوجس خيفة منه ، وينسب إليه الكثير من الخرافات والأوهام ، الا ان هذا الانقلاب الهائل في
8
نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 8