نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 7
غيره من المؤمنين الأشداء في بناء الحضارة الانسانية الراقية القائمة على العدل والمحبة والاخوة ، وانتشاله من وهدة الانحراف والفساد الأخلاقي ، في عالم راق سام متكامل الابعاد والزوايا ، ولا يتأتى ذلك الا من خلال اعتماد جملة متسلسلة من البرامج العلمية التي تستهدف أول ما تستهدف بناء الانسان كانسان مؤمن متحضر نزيه ، يكون بامكانه الاقدام على وضع أسس بناء تلك الحضارة التي هي بلا شك هدف كل الأطروحات العقائدية السماوية ، بيد ان دأب طوابير الظلمة وعلى طول التأريخ على الوقوف بوجه المصلحين والدعاة المخلصين ، ودفعهم قهرا للانشغال بغيرها ، حال دون تلك الأمنية وتلك الرغبة العظيمة ، ولعله لا يخفى على من له أدنى اطلاع باشكال العقائد الاسلامية - ناهيك بمن سبر غورها وأدرك مضامينها - صدق ما ذكرناه ، وما أشرنا إليه اجمالا . والدعاء بما هو مفهومه التقليدي من ترجمة الصلة الموضوعية بين الخالق والمخلوق ، بين الغني والفقير ، بين الضعيف والقوي ، وتوسل الأول بالثاني ، وادراكه - أي الأول - بقدرة الثاني على كل شئ ، وقوته المطلقة التي لا تحدها حدود ، فيلجأ إليه متوسلا بلطفه صرف كل ما يخشاه ، وتحقيق ما يتمناه ، دون الغاء الجد والاجتهاد في الوصول إلى ما يبتغيه ، وتلك مسلمة لا نقاش حولها ، فالعمل هو مقياس ثابت لترجمة الايمان دون غيره ، هذا مع اقترانه بالنية الصادقة والمؤمنة ، نعم فان الانسان المؤمن يدرك هذه الحقيقة دون لبس ودون شك ، ولم يرسل الله تعالى إلى البشرية دينا يدعو إلى التواكل والى الانزواء ، وما يقول بهذه الا الجهلة والسطحيين . وأما ما يريد البعض إلصاقه قهرا بالعقائد السماوية ، ومنها الشريعة الاسلامية الكاملة ، بدعوة أتباعها إلى الانكفاء السلبي أمام ظواهر الحياة المختلفة ، والتواكل المقيت على القوة السماوية والتعلق بقدرتها على حل هذه المعضلات ، وغير ذلك من التأويلات الغريبة عن العقائد العظيمة التي جاءت
7
نام کتاب : الدروع الواقية نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 7