نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 139
يا أبا طالب ، إني قد عرفت ديانتك وأمانتك ، فكن له كما كنت له . قالت : فلما توفي أخذه أبو طالب ، وكنت أخدمه ، وكان يدعوني الام . قالت : وكان في بستان دارنا نخلات ، وكان أول إدراك الرطب ، وكان أربعون صبيا من أتراب [1] محمد صلى الله عليه وآله يدخلون علينا كل يوم في البستان ويلتقطون ما يسقط فما رأيت قط محمدا أخذ رطبة من يد صبي سبق إليها ، والآخرون يختلس بعضهم من بعض . وكنت كل يوم ألتقط لمحمد صلى الله عليه وآله حفنة فما فوقها ، وكذلك جاريتي . فاتفق يوما أن نسيت أن ألتقط له شيئا ونسيت جاريتي ، وكان محمد صلى الله عليه وآله نائما ودخل الصبيان وأخذوا كل ما سقط من الرطب وانصرفوا ، فنمت فوضعت الكم على وجهي حياء من محمد إذا انتبه . قالت : فانتبه محمد ، ودخل البستان ، فلم ير رطبة على الأرض فانصرف ، فقالت له الجارية : إنا نسينا أن نلتقط شيئا والصبيان دخلوا وأكلوا جميع ما كان قد سقط . قالت : فانصرف محمد صلى الله عليه وآله إلى البستان وأشار إلى نخلة ، وقال : أيتها الشجرة أنا جائع . قالت : فرأيت الشجرة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها محمد صلى الله عليه وآله ما أراد ، ثم ارتفعت إلى موضعها . قالت فاطمة : فتعجبت ، وكان أبو طالب قد خرج من الدار ، وكل يوم إذا رجع وقرع الباب كنت أقول للجارية حتى تفتح الباب . فقرع أبو طالب ، فعدوت حافية إليه وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت . فقال : هو إنما يكون نبيا ، وأنت تلدين وزيره بعد ثلاثين . فولدت عليا عليه السلام كما قال [2] 226 - ومنها : أن جابرا روى أن سبب تزويج خديجة بمحمد صلى الله عليه وآله كان [ أن ] أبا طالب قال : يا محمد إني أريد أن أزوجك ولا مال لي أساعدك به ، وإن خديجة
[1] أي : كانوا في سنه صلوات الله عليه وعلى آله . [2] عنه البحار : 17 / 363 ح 1 .
139
نام کتاب : الخرائج والجرائح نویسنده : قطب الدين الراوندي جلد : 1 صفحه : 139