نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 388
هكذا يفرّ من الناس فرارا و ينقل من دار الفناء إلى دار البقاء و من دار الشيطان إلى دار الرحمن . يا أحمد ، و لأزيننّه بالهيبة و العظمة ، فهذا هو العيش الهنيء و الحياة الباقية ، هذا مقام الراضين ، فمن عمل برضاي الزمه ثلاث خصال : اعرّفه شكرا لا يخالطه الجهل ، و ذكرا لا يخالطه النسيان ، و محبّة لا يؤثر على محبّتي محبّة المخلوقين . فإذا أحبّني أحببته و حبّبته ، و أفتح عين قلبه إلى نور جلالي ، فلا أخفي عليه خاصّة خلقي ، و أناجيه في ظلم الليل و نور النهار حتّى ينقطع حديثه مع المخلوقين و مجالسته معهم ، و اسمعه كلامي و كلام ملائكتي ، و اعرّفه السرّ الذي سترته عن خلقي ، و البسه الحياء حتّى يستحي منه الخلق و يمشي على الأرض مغفورا له ، و أجعل قلبه واعيا و بصيرا ، و لا أخفي عليه شيئا من جنّة و لا نار ، و اعرّفه ما يمرّ على الناس يوم القيامة من الهول و الشدّة ، و ما احاسب به الأغنياء و الفقراء و الجهّال و العلماء ، و انوّمه في قبره و أنزل عليه منكرا و نكيرا حين يسألان ، و لا يرى غمّ الموت ، و ظلمة القبر و اللحد ، و هول المطلع ، ثمّ أنصب له ميزانه و أنشر له ديوانه و أضع كتابه في يمينه فيقرأه منشورا ، ثمّ لا أجعل بيني و بينه ترجمانا ، و هذه صفات المحبّين . يا أحمد ، اجعل همّك همّا واحدا ، و اجعل لسانك لسانا واحدا ، و اجعل بدنك حيّا لا تغفل أبدا ، من غفل لا ابالي بأيّ واد هلك . يا أحمد ، استعمل عقلك قبل أن يذهب ، من استعمل عقله لا يخطىء و لا يطغى . يا أحمد ، تدري لأيّ شيء فضّلتك على سائر الأنبياء ؟ قال : اللَّهمّ لا ، قال : بالخلق [1] و حسن الخلق و سخاوة النفس و رحمة بالخلق ، و كذلك أوتاد الأرض لم يكونوا أوتادا إلَّا بهذا .