responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 387


سرّك و علانيتك ، سل أعطك و تمنّ عليّ فأكرمك ، هذه جنّتي مباحة سح فيها و هذا جواري فاسكنه .
فتقول الروح : إلهي عرّفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك ، و عزّتك و جلالك لو كان رضاك في أن أقطَّع إربا إربا أو أقتل سبعين قتلة بأشدّ ما يقتل بها الناس لكان رضاك أحبّ إليّ ، إلهي كيف أعجب بنفسي و أنا ذليل إن لم تكرمني ؟ ! و أنا مغلوب إن لم تنصرني ؟ ! و أنا ضعيف إن لم تقوني ؟ ! و أنا ميّت إن لم تحيني بذكرك ؟ ! و لو لا سترك لافتضحت أوّل ما عصيتك . إلهي كيف لا أطلب رضاك و قد أكملت عقلي حتّى عرفتك و عرفت الحقّ من الباطل و الأمر من النهي و العلم من الجهل و النور من الظلمة ؟ ! فقال الله عزّ و جلّ : و عزّتي و جلالي لا أحجب بيني و بينك في وقت من الأوقات حتّى تدخل عليّ أيّ وقت شئت و كذلك أفعل بأحبّائي .
يا أحمد ، هل تدري أيّ عيش أهنى و أيّ حياة أبقى ؟ قال : اللَّهمّ لا ، قال : أمّا العيش الهنيء هو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ، و لا ينسى نعمتي عنّي ، و لا يجهل حقّي ، يطلب رضاي ليله و نهاره . و أمّا الحياة الباقية فهي التي يعمل صاحبها لنفسه حتّى تهون عليه و تصغر في عينه ، و تعظم الآخرة عنده ، و يؤثر هواي على هواه ، و يبتغي مرضاتي ، و يعظم حقّ عظمتي ، و يذكر علمي به ، و يراقبني بالليل و النهار عند كلّ معصية ، و ينقي قلبه عن كلّ ما أكره ، و يبغض الشيطان و وسواسه ، و لا يجعل لإبليس على قلبه سلطانا و سبيلا ، فإذا فعل ذلك أسكنت فيه حبّا حتّى أجعل قلبه لي و فراغه و اشتغاله و همّه و حديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبّتي من خلقي ، و أفتح عين قلبه و سمعه حتّى يسمع بقلبه و ينظر بقلبه بجلالي و عظمتي ، فأضيّق عليه الدنيا و أبغض إليه ما فيها من اللذّات ، فاحذّره من الدنيا و ما فيها كما يحذّر الراعي غنمه من مراتع الهلكة ، فإذا كان

387

نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست