نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 385
يا أحمد ، هل تعرف ما للزاهدين عندي ؟ قال : لا يا ربّ ، قال : يبعث الخلق و يناقشون للحساب و هم من ذلك آمنون . إنّ أدنى ما اعطي الزاهدين في الآخرة أن اعطيهم مفاتيح الجنان كلَّها حتّى يفتحوا أيّ باب شاؤوا ، و لا أحجب عنهم وجهي و لأنعمنّهم بألوان التلذّذ من كلامي و لأجلسنّهم في مقعد صدق و اذكرهم ما صنعوا و تعبوا في دار الدنيا ، و افتح لهم أربعة أبواب : باب تدخل عليهم الهدايا بكرة و عشيا من عندي ، و باب ينظرون منه إليّ كيف شاؤوا بلا صعوبة ، و باب يطَّلعون منه إلى النار فينظرون للظالمين كيف يعذّبون ، و باب يدخل عليهم منه الوصائف و الحور العين . قال : يا ربّ ، من هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم ؟ قال : الزاهد هو الذي ليس له بيت يخرب فيغتمّ لخرابه ، و لا له ولد يموت فيحزن لموته ، و لا له شيء يذهب فيحزن لذهابه ، و لا يعرف إنسانا يشغله عن الله طرفة عين . و لا له فضل طعام يسأل عنه و لا له ثوب ليّن . يا أحمد ، وجوه الزاهدين مصفرّة من تعب الليل و صوم النهار ، و ألسنتهم كلال من ذكر الله ، قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون أهواءهم ، قد ضمروا أنفسهم من كثرة صمتهم ، قد أعطوا المجهود من أنفسهم لا من خوف نار و لا من شوق جنّة ، و لكن ينظرون * ( فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ ) * فيعلمون أنّ الله سبحانه أهل للعبادة . يا أحمد ، هذه درجة الأنبياء و الصدّيقين من امّتك و امّة غيرك و أقوام من الشهداء . قال : يا ربّ ، أيّ الزهّاد أكثر ، زهّاد امّتي أم زهّاد بني إسرائيل ؟ قال : إنّ زهّاد بني إسرائيل في زهّاد امّتك كشعرة سوداء في بقرة بيضاء . قال : يا ربّ ، و كيف ذلك و عدد بني إسرائيل كثير ؟ قال : لأنّهم شكَّوا بعد اليقين و جحدوا بعد الإقرار . قال النبيّ صلى الله عليه و آله فحمدت الله و شكرته و دعوت لهم بالحفظ و الرحمة و سائر الخيرات .
385
نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 385