responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 384


الشيطان ، و مثل النفس كمثل النعامة تأكل الكثير و إذا حمل عليها لا تطير . و مثل الدفليّ لونه حسن و طعمه مرّ .
يا أحمد ، ابغض الدنيا و أهلها و أحبّ الآخرة و أهلها ، قال : يا ربّ ، و من أهل الدنيا و أهل الآخرة ؟ قال : أهل الدنيا من كثر أكله و ضحكه و نومه و غضبه ، قليل الرضا ، لا يعتذر إلى من أساء إليه ، و لا يقبل معذرة من اعتذر إليه ، كسلان عند الطاعة ، شجاع عند المعصية ، أمله بعيد ، و أجله قريب ، لا يحاسب نفسه ، قليل المنفعة ، كثير الكلام ، قليل الخوف ، كثير الفرح عند الطعام . و أنّ أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء ، و لا يصبرون عند البلاء ، كثير الناس عندهم قليل ، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون ، و يدعون بما ليس لهم ، و يذكرون مساوئ الناس . قال : يا ربّ هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا حمد ؟ قال :
يا أحمد ، إنّ عيب أهل الدنيا كثير ، فيهم الجهل و الحمق ، لا يتواضعون لمن يتعلَّمون منه ، و هم عند أنفسهم عقلاء و عند العارفين حمقاء .
يا أحمد ، إنّ أهل الآخرة رقيقة وجوههم ، كثير حياؤهم ، قليل حمقهم ، كثير نفعهم ، قليل مكرهم ، الناس منهم في راحة ، و أنفسهم منهم في تعب ، كلامهم موزون ، محاسبون لأنفسهم يتعبون لها ، تنام أعينهم و لا تنام قلوبهم ، أعينهم باكية و قلوبهم ذاكرة ، إذا كتب الناس من الغافلين كتبوا من الذاكرين . في أوّل النعمة يحمدون و في آخرها يشكرون ، دعاؤهم عند الله مرفوع و كلامهم مسموع ، تفرح الملائكة بهم يدور دعاؤهم تحت الحجب ، يحبّ الربّ أن يسمع كلامهم كما تحبّ الوالدة ولدها ، و لا يشتغلون عنه طرفة عين ، و لا يريدون كثرة الطعام و لا كثرة الكلام و لا كثرة اللباس ، الناس عندهم موتى ، و الله عندهم حيّ كريم لا يموت ، يدعون المدبرين كرما و يزيدون المقبلين تلطَّفا ، قد صارت الدنيا و الآخرة عندهم واحدة .

384

نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست