نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 588
فلما أجاب قام أبو محمد عليه السلام مع الغلام وانصرفت عنهما ، وطلبت أثر أحمد بن إسحاق فاستقبلني باكيا " ، فقلت : ما أبكاك وأبطأك ؟ فقال : قد فقدت الثوب الذي سألني مولاي إحضاره . فقلت : لا عليك ، فأخبره ، وانصرف من عنده متبسما " وهو يصلي على محمد وآل محمد ، فقلت : ما الخبر ؟ قال : وجدت الثوب مبسوطا " تحت قدمي مولاي يصلي عليه . قال سعد : فحمد الله تعالى وأثنى عليه على ذلك ، وجعلنا نختلف بعد ذلك إلى منزله عليه السلام أياما " ، ولا نرى الغلام بين يديه . فلما كان يوم الوداع دخلت أنا وأحمد بن إسحاق وكهلان من أهل بلدنا ، فانتصب أحمد بن إسحاق قائما " بين يديه ، وقال : يا ابن رسول الله ، قد دنت الرحلة واشتدت المحنة ، ونحن نسأل الله تعالى أن يصلي على جدك المصطفى ، وعلى المرتضى أبيك ، وعلى سيدة النساء أمك ، وعلى سيدي شباب أهل الجنة عمك وأبيك ، وعلى الأئمة الطاهرين من بعدهما آبائك ، وأن يصلي عليك وعلى ولدك ، ونرغب إليه أن يعلي كعبك ، ويكبت عدوك ، ولا جعله الله هذا آخر عهدنا من لقائك . فلما قال هذه الكلمة استعبر عليه السلام حتى انهملت دموعه وتقاطرت عبراته ، ثم قال : " يا ابن إسحاق ، لا تكلف في دعائك شططا ، فإنك ملاق الله تعالى ، في صدرك هذا " . فخر أحمد مغشيا " عليه ، فلما أفاق قال : سألتك بالله ، وبحرمة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله ، إلا ما شرفتني بخرقة أجعلها كفنا . فأدخل عليه السلام يده تحت البساط فأخرج ثلاثة عشر درهما وقال : " خذها ، ولا تنفق على نفسك غيرها ، فإنك لا تعدم ما سألت ، وإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا " .
588
نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 588