نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 551
494 / 12 - عن يحيى بن هرثمة ، قال : دعاني المتوكل وقال : اختر ثلاثمائة ممن تريد وأخرجوا إلى الكوفة ، وخلفوا أثقالكم فيها ، وأخرجوا على طريق البادية إلى المدينة ، وأحضروا علي بن محمد النقي إلى عندي مكرما " معظما مبجلا . قال : فقمت وخرجنا ، وكان في أصحابي قائد من الشراة [1] ، وكان لي كاتب متشيع ، وأنا على مذهب الحشوية ، وكان ذلك الشاري يناظر الكاتب ، وكنت أسمع إلى مناظرتهما لقطع الطريق . فلما صرنا وسط الطريق قال الشاري للكاتب : أليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب " ليس في الأرض بقعة إلا وهي قبر ، أو سيكون قبرا " ؟ فانظر إلى هذه البرية أين من يموت فيها حتى يملأها الله قبورا " كما تزعمون ؟ قال : فقلت للكاتب : أهذا من قولكم ؟ قال : نعم . قلت : صدق ، أين من يموت في هذه البرية العظيمة حتى تمتلئ قبورا " ؟ وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا قال : وسرنا حتى دخلنا المدينة ، فقصدت بيت أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام ، فدخلت عليه فقرأ كتاب المتوكل فقال : " أنزلوا ، وليس من جهتي خلاف " . قال : فلما حضرت إليه من الغد ، وكنا في تموز أشد ما يكون من الحر ، فإذا بين يديه خياط وهو يقطع من ثياب غلاظ - خفاتين - له ولغلمانه ، ثم قال للخياط : " إجمع عليها جماعة من الخياطين ، واعمد على الفراغ منها يومك هذا وبكر بها إلي في هذا الوقت " .