نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 318
لخير يراد بك . أنبئك عن سفرك : خرجت في ليلة ضحياء [1] ، إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها ، وأطبقت سماؤها ، وأعصر سحابها ، وبقيت محر نجما [2] كالأشقر إن تقدم نحر ، وإن تأخر عقر ، لا تسمع لواطئ حسا " ، ولا لنافخ خرسا [3] ، تدالت عليك غيومها ، وتوارت عنك نجومها ، فلا تهتدي بنجم طالع ، ولا بعلم لامع ، تقطع محجة وتهبط لجة بعد لجة ، في ديمومة قفر ، بعيدة القعر ، مجحفة بالسفر ، إذا علوت مصعدا " وأرادت الريح تخطفك ، والشوك تخبطك ، في ريح عاصف وبرق خاطف ، قد أوحشتك قفارها ، وقطعتك سلامها ، فانصرفت فإذا أنت عندنا ، فقرت عينك وظهر زينك [4] ، وذهب أنينك " . قال : من أين قلت - يا غلام - هذا ؟ ! كأنك قد كشفت عن سويداء قلبي ، وكأنك كنت شاهدي ، وما خفي عليك شئ من أمري ، وكأنك عالم الغيب ، يا غلام ، لقني الاسلام . فقال الحسن عليه السلام : " الله أكبر ، قل : أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله " . فأسلم الرجل وحسن إسلامه ، وسر رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسر المسلمون وعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا من القرآن ، فقال : يا رسول الله ، أرجع إلى قومي وأعرفهم ذلك . فأذن له ، فانصرف ، ثم رجع
[1] ليلة ضحياء : مضيئة لا غيم فيها . " لسان العرب - ضحا - 14 : 479 " . [2] أحر نجم : اجتمع . والمراد انطوى على نفسه . " لسان العرب - حرجم - 12 : 130 . [3] ولا لنافخ خرسا : المراد ولا لاحد صدى . " لسان العرب - نفخ - 3 : 63 ، و - خرس - 6 : 62 " . [4] في بعض النسخ : ذهنك .
318
نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 318