نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 156
لهم - : هل يكفيكم ذلك ؟ " فقالوا : زدنا يا أمير المؤمنين . فقرع قرعة أخرى ، فنقص ذراعا آخر ، فقالوا : يكفينا ، فقال عليه السلام : لو أردت لقرعته حتى لا يبقى فيه شئ من الماء " . وأما نتق الجبل ، فإن قوم موسى عليه السلام لما استثقلوا أحكام التوراة ولم يعملوا بها ، قلع الله سبحانه وتعالى جبلا من أصله ، فرفعه في الهواء فوق رؤوسهم ، وقال لهم موسى عليه السلام : لئن لم تؤمنوا بالتوراة ، وتعملوا بها ، لسقط عليكم . كما قال الله تعالى : * ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ) * [1] . وقد أعطى الله تعالى لبعض أئمتنا عليهم السلام ما يقارب ذلك ويدانيه . 144 / 5 - وهو ما حدث به عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : كنت مع أبي عبد الله عليه السلام بين مكة والمدينة ، وهو على بغلة ، وأنا على حمار ، وليس معنا أحد ، فقلت يا سيدي ، ما يجب من عظم حق الامام ؟ فقال : " يا عبد الرحمن ، لو قال لهذا الجبل سر لسار " فنظرت والله إلى الجبل يسير ، فنظر والله إليه فقال : " والله ، إني لم أعنك " فوقف . وأما إنزال المن والسلوى عليه وعلى أمته في التيه ، وهو أنه لما بقي هو وأمته في التيه أربعين سنة ، واحتاجوا إلى القوت ، أنزل الله تعالى كل غدوة عليهم المن والسلوى ، كما قال الله تعالى : * ( وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ) * [2] .