نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 134
ثم قال : وإن دعوتهم فأجابوني ، وقضى علي الموت ، ولم ألقك فتدفع ذلك إلى ولدي ، فقال : نعم . فقال أبوك : فإن أتيتك وقد رفعك الله ولم أدركك [1] ، يكون من بعدك من يقوم عنك فيدفع ذلك إلي أو إلى ولدي ؟ قال : نعم ، على أن لا أراك ولا تراني في دار الدنيا بعد يومي هذا ، وسيجيبك قومك فإذا حضرتك الوفاة فليصر ولدك إلى وليي من بعدي ووصيي " . وقد مضى أبوك ودعا قومه فأجابوه ، وأمرك بالمصير إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، أو إلى وصيه فها أنا وصيه ، ومنجز وعده " . فقال الاعرابي : صدقت يا أبا الحسن . ثم كتب له علي خرقة بيضاء وناولها الحسن عليه السلام وقال : " يا أبا محمد ، سر بهذا الرجل إلى وادي العقيق ، وسلم على أهله ، واقذف الخرقة ، وانتظر ساعة حتى ترى ما يفعل ، فإن دفع إليك شئ ، فادفعه إلى الرجل " . ومضيا بالكتاب . قال ابن عباس رضي الله عنه : فسرت من حيث لم يرني ، فلما أشرف الحسن بن علي عليه السلام على الوادي ، نادى بأعلى صوته : " السلام عليكم أيها السكان البررة الأتقياء ، أنا ابن وصي رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنا الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وآله ، وابن وصيه ورسوله إليكم " . وقد قذف الخرقة في الوادي ، فسمعت من ذلك الوادي صوتا : لبيك لبيك يا سبط رسول الله وابن البتول ، وابن سيد الأوصياء ، سمعنا وأطعنا ، انتظر لندفع إليك . فبينا أنا كذلك إذ ظهر غلام - ولم أدر من أين ظهر - وبيده زمام ناقة حمراء ، تتبعها ست ، ولم يزل يخرج غلام بعد غلام في يد كل غلام قطار ، حتى عددت مائة ناقة حمراء بأزمتها وأحمالها ، فقال الحسن عليه السلام : " خذ بزمام نوقك وعبيدك ومالك وامض بها ، رحمك الله " .