responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 38


< فهرس الموضوعات > قوى النفس وموقعها من الانسان < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > النعمة على الانسان في الحفظ والنسيان < / فهرس الموضوعات > ( قوى النفس وموقعها من الإنسان ) تأمل يا مفضل هذه القوى في النفس ، وموقعها من الإنسان ، أعني الفكر والوهم والعقل والحفظ وغير ذلك ، أفرأيت لو نقص الإنسان من هذه الخلال [1] الحفظ وحده ، كيف كانت تكون حاله ، وكم من خلل كان يدخل عليه في أموره ومعاشه وتجاربه ، إذا لم يحفظ ما له وما عليه وما أخذه وما أعطى وما رأى وما سمع وما قال وما قيل له ولم يذكر من أحسن إليه ممن أساء به ، وما نفعه مما ضره ثم كان لا يهتدي لطريق لو سلكه ما لا يحصى ، ولا يحفظ علما ولو درسه عمره ولا يعتقد دينا ، ولا ينتفع بتجربة ، ولا يستطيع أن يعتبر شيئا على ما مضى بل كان حقيقا أن ينسلخ من الإنسانية .
( النعمة على الإنسان في الحفظ والنسيان ) فانظر إلى النعمة على الإنسان في هذه الخلال ، وكيف موقع الواحدة منها دون الجميع ، وأعظم من النعمة على الإنسان ، في الحفظ النعمة في النسيان ، فإنه لولا النسيان لما سلا [2] أحد عن مصيبة ، ولا انقضت له حسرة ، ولا مات له حقد ، ولا استمتع بشئ من متاع الدنيا مع تذكر الآفات ، ولا رجاء غفلة من سلطان ، ولا فترة من حاسد . أفلا ترى كيف جعل في الإنسان الحفظ والنسيان وهما مختلفان متضادان ، وجعل له في كل منهما ضربا من المصلحة . وما عسى أن يقول الذين قسموا الأشياء بين خالقين متضادين في هذه الأشياء المتضادة المتباينة ، وقد تراها تجتمع



[1] الخلال : جمع خلة بالفتح - وهي الخصلة والصفة .
[2] سلا الشئ وسلا عنه : نسيه وهجره وطابت نفسه عنه وذهل عن ذكره .

38

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست