responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 39


< فهرس الموضوعات > إختصاص الانسان بالحياء دون بقية الحيوانات < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > إختصاص الانسان بالمنطق والكتابة < / فهرس الموضوعات > على ما فيه الصلاح والمنفعة [1] .
( اختصاص الإنسان بالحياء دون بقية الحيوانات ) أنظر يا مفضل إلى ما خص به الإنسان دون جميع الحيوان من هذا الخلق ، الجليل قدره العظيم غناؤه ، أعني : الحياء . فلولاه لم يقر ضيف [2] ولم يوف بالعداة ، ولم تقض الحوائج ، ولم يتحر الجميل ، ولم يتنكب [3] القبيح في شئ من الأشياء ، حتى أن كثيرا من الأمور المفترضة أيضا إنما يفعل للحياء فإن من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه ولم يصل ذا رحم ، ولم يؤد أمانة ، ولم يعف عن فاحشة . . أفلا ترى كيف وفي الإنسان جميع الخلال التي فيها صلاحه وتمام أمره .
( اختصاص الإنسان بالمنطق والكتابة ) تأمل يا مفضل ما أنعم الله - تقدست أسماؤه - على الإنسان ، من هذا المنطق الذي يعبر به عما في ضميره ، وما يخطر بقلبه ، وينتجه فكره وبه يفهم عن غيره ما في نفسه ، ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة ، التي لا تخبر عن نفسها بشئ ، ولا تفهم عن مخبر شيئا ، وكذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين للباقين وأخبار الباقين للآتين ، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحساب ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن



[1] يقول علم النفس الحديث أن النسيان عمل من أعمال الذهن كالتذكر تماما ، وليس في مقدورنا أن نتذكر شيئا إلا إذا نسينا أشياء حتى ليمكن القول بأن الذاكرة هي أداة النسيان ، ونحن نفكر بفضل ما نسينا ، كما نفكر بفضل ما تذكرنا .
[2] قرى الضيف : إضافة .
[3] يتنكب : يتجنب .

39

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست