responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 37


كان يلبث الطعام في الجوف تهضمه المعدة ؟ ولولا الهاضمة كيف كان ينطبخ [1] حتى يخلص منه الصفو الذي يغذو البدن ويسد خلله [2] ولولا الدافعة كيف كان الثفل الذي تخلفه الهاضمة يندفع ويخرج أولا فأولا ؟ أفلا ترى كيف وكل الله سبحانه - بلطف صنعه وحسن تقديره - هذه القوى بالبدن ، والقيام بما فيه صلاحه . . . وسأمثل لك في ذلك مثالا : إن البدن بمنزلة دار الملك ، له فيها حشم [3] وصبية وقوام [4] موكلون بالدار ، فواحد لقضاء حوائج الحشم وإيرادها [5] عليهم ، وآخر لقبض ما يرد وخزنه ، إلى أن يعالج ويهيأ ، وآخر لعلاج ذلك وتهيئته وتفريقه ، وآخر لتنظيف ما في الدار من الأقذار وإخراجه منها ، فالملك في هذا هو الخلاق الحكيم ملك العالمين ، والدار هي البدن ، والحشم هم [6] الأعضاء ، والقوام هم [7] هذه القوى الأربع . ولعلك ترى ذكرنا هذه القوى الأربع وأفعالها - بعد الذي وصفت - فضلا وتزدادا [8] وليس ما ذكرته من هذه القوى على الجهة التي ذكرت في كتب الأطباء ولا قولنا فيه كقولهم ، لأنهم ذكروها على ما يحتاج في صناعة الطب وتصحيح الأبدان ، وذكرناها على ما يحتاج في صلاح الدين وشفاء النفوس من الغي [9] كالذي أوضحته بالوصف الشافي والمثل المضروب من التدبير والحكمة فيها .



[1] انطبخ مطاوع طبخ تقول طبخ اللحم أي أنضجه .
[2] الخلل جمع خلة - بالفتح - وهي القبة .
[3] الحشم : الخدم والعيال أو من يغضبون له أو يغضب لهم من أهل وعبيد وجيرة .
[4] لعل القوام جمع قيم إذ القيم على الأمر هو المتولي عليه .
[5] أورده إيرادا أي أحضره المورد ثم استعمل المطلق الأحضار .
[6]
[7] في بعض النسخ هي .
[8] لعل الأصل في الكلمة مزيدا من الزيادة أو تزيدا من قولك تزيد الرجل في حديثه أي زخرفة وزاد فيه على الحقيقة ، وتزيد في الشئ أي تكلف الزيادة فيه .
[9] الغي : الضلال والهلاك والخيبة .

37

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست