responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 121


( ارسطاطاليس ) [1] رد عليهم فقال إن الذي يكون بالعرض والاتفاق إنما هو شئ يأتي في الفرط مرة لأعراض تعرض للطبيعة فتزيلها عن سبيلها ، وليس بمنزلة الأمور الطبيعية الجارية شكل واحد جريا دائما متتابعا .
وأنت يا مفضل ترى أصناف الحيوان أن يجري أكثر ذلك على مثال ومنهاج واحد ، كالإنسان يولد وله يدان ورجلان وخمس أصابع ، كما عليه الجمهور من الناس ، فأما ما يولد على خلاف ذلك ، فإنه لعلة تكون في الرحم ، أو في المادة التي ينشأ منها الجنين ، كما يعرض في الصناعات ، حين يتعمد الصانع الصواب في صنعته ، فيعوق دون ذلك عائق في الأداة ، أو في الألة التي يعمل فيها الشئ ، فقد يحدث مثل ذلك في أولاد الحيوان للأسباب التي وصفنا ، فيأتي الولد زائدا أو ناقصا أو مشوها ، ويسلم أكثرها فيأتي سويا لا علة فيه ، فكما أن الذي يحدث في بعض أعمال الأعراض لعلة فيه لا يوجب عليها جميعا الاهمال وعدم الصانع ، كذلك ما يحدث على بعض الأفعال الطبيعية لعائق يدخل عليها ، لا يوجب أن يكون جميعها بالعرض والاتفاق ، فقول من قال في الأشياء أن كونها بالعرض والاتفاق من قبيل أن شيئا منها يأتي على خلاف الطبيعة بعرض يعرض له خطأ وخطل . . . فإن قالوا : ولم صار مثل هذا يحدث في الأشياء ؟ قيل لهم ليعلم أنه ليس كون الأشياء باضطرار من الطبيعة ، ولا يمكن أن يكون سواه - كما قال القائلون - بل هو تقدير وعمد من خالق حكيم ، إذ جعل الطبيعة تجري أكثر ذلك على مجرى ومنهاج معروف ،



[1] ارسطاطاليس لفظة يونانية معناها محب الحكمة ويقال ارسطو وهو إحدى الشخصيات العالمية التي اشتهرت منذ قرون بعيدة ، كان تلميذا لأفلاطون بعد أن خلفه على دار التعليم عند غيبته إلى صقلية نظر في الفلسفة بعد أن أتى عليه من العمر ( 30 ) عاما . كان بليغ اليونانيين وأجل علمائهم ، كما كان من ذوي الأفكار العالية في الفلسفة ، ويعرف بالمعلم الأول لأنه أول من جمع علم المنطق ورتبه واخترع فيه ، وقد عظم محله عند الملوك حتى أن الإسكندر الأكبر كان يمضي الأمور عن رأيه ، عاش سبعا وستين سنة ، بعد أن توفي في خلكيس عام 322 قبل الميلاد ، وله كتب كثيرة في مختلف فروع العلم .

121

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست