responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 122


وتزول أحيانا عن ذلك ، لأعراض تعرض لها ، فيستدل بذلك أنها مصرفة مدبرة فقيرة إلى إبداء الخالق وقدرته في بلوغ غايتها ، وإتمام عملها ، تبارك الله أحسن الخالقين .
يا مفضل خذما آتيتك ، واحفظ ما منحتك ، وكن لربك من الشاكرين ، ولآلائه من الحامدين ، ولأوليائه من المطيعين ، فقد شرحت لك من الأدلة على الخلق ، والشواهد على صواب التدبير والعمد ، قليلا من كثير ، وجزءا من كل ، فتدبره وفكر فيه واعتبر به فقلت بمعونتك يا مولاي أقر على ذلك ، وأبلغه إن شاء الله . . فوضع يده صدري فقال احفظ بمشيئة الله ، ولا تنس إن شاء الله ، فخررت مغشيا علي ، فلما أفقت قال : كيف ترى نفسك يا مفضل ؟ فقلت : قد استغنيت بمعونة مولاي وتأييده عن الكتاب الذي كتبته وصار ذلك بين يدي كأنما اقرأه من كفي ، فلمولاي الحمد والشكر كما هو أهله ومستحقه .
فقال : يا مفضل فرغ قلبك ، وأجمع إليك ذهنك وعقلك وطمأنينتك فسألقي إليك من علم ملكوت السماوات والأرض ، وما خلق الله بينهما وفيهما من عجائب خلقه ، وأصناف الملائكة وصفوفهم ومقاماتهم ومراتبهم إلى سدرة المنتهى ، وسائر الخلق من الجن والإنس ، إلى الأرض السابعة السفلى وما تحت الثرى ، حتى يكون ما وعيته جزءا . من أجزاء انصرف إذا شئت مصاحبا مكلوءا ، فأنت منا بالمكان الرفيع ، وموضعك من قلوب المؤمنين موضع الماء من الصدى ولا تسألن عما وعدتك حتى أحدث لك منه ذكرا .
قال المفضل : فانصرفت من عند مولاي بما لم ينصرف أحد بمثله .
< / لغة النص = عربي >

122

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست