responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 103


مكان ذلك ما ليس فيه مأكل كمثل ما يكون في السدر [1] والدلب [2] وما أشبه ذلك . فلم صار يخرج فوقه هذه المطاعم اللذيذة ، إلا ليستمتع بها الإنسان ؟ .
( موت الشجر وتجدد حياته وما في ذلك من ضروب التدبير ) فكر في ضروب من التدبير في الشجر ، فإنك تراه يموت في كل سنة موتة ، فتحتبس الحرارة الغريزية في عوده ، ويتولد فيه مواد الثمار ثم يحيى وينتشر ، فيأتيك بهذه الفواكه نوعا بعد نوع ، كما تعد نوع ، كما تقدم إليك أنواع الأطبخة التي تعالج بالأيدي واحدا بعد واحد ، فترى الأغصان في الشجر تتلقاك بثمارها حتى كأنها تناولكها عن يد ، وترى الرياحين تتلقاك في أفنائها [3] كأنها تجئك بأنفسها ، فلمن هذا التقدير إلا لمقدر حكيم وما العلة فيه إلا تفكيه الإنسان بهذه الثمار والأنوار ؟ . . والعجب من أناس جعلوا مكان الشكر على النعمة جحود المنعم بها .
( خلق الرمانة وأثر العمد فيه ) واعتبر بخلق الرمانة وما ترى فيها من أثر العمد والتدبير ، فإنك ترى فيها كأمثال التلال ، من شحم مركوم في نواحيها ، وحب مرصوف صفا كنحو ما ينضد بالأيدي ، وترى الحب مقسوما أقساما ، وكل قسم منها ملفوفا بلفائف من حجب منسوجة أعجب النسج وألطفه وقشره يضم ذلك كله .
فمن التدبير في هذه الصنعة إنه لم يكن يجوز أن يكون حشو الرمانة من الحب وحده ، وذلك أن الحب لا يمد بعضه بعضا ، فجعل ذلك الشحم خلال



[1] السدر - بالكسر - شجر النبق جمعه سدور .
[2] الدلب - بالضم - شجر عظيم عريض الورق لا زهر له ولا ثمر والواحدة دلبة .
[3] الأفنان جمع فنن وهو الغصن المستقيم .

103

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست