responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 101


أولى به ، إذ كان هو الذي كدح فيه وشقي به ، وكان الذي يحتاج إليه أكثر مما يحتاج إليه الطير .
( الحكمة في خلق الشجر وأصناف النبات ) تأمل الحكمة في خلق الشجر وأصناف النبات ، فإنها لما كانت تحتاج إلى الغذاء الدائم كحاجة الحيوان ، ولم يكن لها أفواه كأفواه الحيوان ولا حركة تنبعث بها لتناول الغذاء ، جعلت أصولها مركوزة في الأرض لتنزع منها الغذاء فتؤديه إلى الأغصان وما عليها من الورق والثمر فصارت الأرض كالأم المربية لها ، وصارت أصولها التي هي كالأفواه ملتقمة للأرض لتنزع منها الغداء ، كما ترضع أصناف الحيوان أمهاتها ، ألم تر إلى عمد الفساطيط [1] والخيم كيف تمد بالأطناب [2] من كل جانب لتثبت منتصبة فلا تسقط ولا تميل فهكذا تجد النبات كله له عروق منتشرة في الأرض ممتدة إلى كل جانب لتمسكه وتقيمه ، ولولا ذلك كيف يثبت هذا النخل الطوال والدوح العظام في الريح العاصف ؟ .
فانظر إلى حكمة الخالق كيف سبقت حكمة الصناعة فصارت الحيلة التي تستعملها الصناع في ثبات الفساطيط والخيم ، متقدمة في خلق الشجر ، لأن خلق الشجر قبل صنعة الفساطيط والخيم . . . ألا ترى عمدها وعيدانها من الشجر ، فالصناعة مأخوذة من الخلقة .
( خلق الورق ووصفه ) تأمل يا مفضل خلق الورق فإنك ترى في الورقة شبه العروق مبثوثة فيها أجمع ، فمنها غلاظ ممتدة في طولها وعرضها ، ومنها دقاق تتخلل تلك الغلاظ



[1] الفساطيط جمع فسطاط - بالضم أو الكسر - بيت من شعر .
[2] الأطناب جمع طنب - بضمتين - حبل طويل يشد به سرادق البيت .

101

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست