responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 100


< فهرس الموضوعات > النبات وما فيه من ضروب المآرب < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الريع في النبات وسببه < / فهرس الموضوعات > هذا الريع ليفي بما يحتاج إليه للقوت والزراعة ، وكذلك الشجر والنبت والنخل يريع الريع الكثير ، فإنك ترى الأصل الواحد حوله من فراخه أمرا عظيما ، فلم كان كذلك إلا ليكون فيه ما يقطعه الناس ، ويستعملونه في مأربهم ، وما برد فيغرس في الأرض ، ولو كان الأصل منه يبقى منفردا لا يفرخ ولا يريع لما أمكن أن يقطع منه شئ لعمل ولا لغرس ، ثم كان إن أصابته آفة انقطع أصله ، فلم يكن منه خلف .
( بعض النباتات وكيف تصان ) تأمل نبات هذه الحبوب من العدس والماش والباقلاء وما أشبه فإنها تخرج في أوعية مثل الخرائط [1] لتصونها وتحجبها من الآفات إلى أن تشتد وتستحكم ، كما قد تكون المشيمة [2] على الجنين لهذا المعنى بعينه وأما البر [3] وما أشبهه فإنه يخرج مدرجا في قشور صلاب على رؤوسها أمثال الأسنة من السنبل ليمنع الطير منه ليتوفر على الزراع فإن قال قائل : أو ليس قد ينال الطير من البر والحبوب ؟ قيل له : بلى على هذا قدر الأمر فيها ، لأن الطير خلق من خلق الله تعالى وقد جعل الله تبارك وتعالى له في ما تخرج الأرض حظا ولكن حصنت الحبوب بهذه الحجب لئلا يتمكن الطير منها كل التمكن فيعبث بها ويفسد الفساد الفاحش . فإن الطير لو صادف الحب بارزا ليس عليه شئ يحول دونه لأكب عليه حتى ينسفه أصلا ، فكان يعرض من ذلك أن يبشم [4] الطير فيموت ، ويخرج الزراع من زرعه صفرا ، فجعلت عليه هذه الوقايات لتصونه ، فينال الطائر منه شيئا يسيرا يتقوت به ، ويبقى أكثره للإنسان ، فإنه



[1] لم نجد للفظ ( الخرائط ) هنا معنى يتسق ومراد الإمام ( ع ) ولعله يريد الشكل المخروطي ، وهو ما يبتدئ من سطح مستدير ويرتفع مستدقا حتى ينتهي إلى نقطة .
[2] المشيمة : غشاء ولد الإنسان يخرج معه عند الولادة ، جمعه : مشيم ومشايم .
[3] البر - بضم فتشديد - هو القمح ، الواحدة برة .
[4] يبشم الطعام : أي يتخم من الطعام .

100

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست