نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 9
بالتهجد والصلاة ، وكان مهتما بهذا القيام والتهجد ومستمرا عليه إلى آخر عمره ، وكان يعتقد أن أفضل المستحبات هو القيام والتهجد . يقول ابنه الأكبر : ما رأيته نائما حين طلوع الفجر قط ، وكان محافظا على القيام في آخر الليل طيلة عمره . ويقول ابنه الآخر : في الأيام التي كنا في النجف الأشرف قام أبي ليلة الجمعة فبدأ بقراءة القرآن وكان يقرأ سورة ( يس ) فلما وصل إلى هذه الآية : * ( هذه جهنم التي كنتم توعدون ) * كررها مرات عديدة فانقلب حاله وكان يقول : أعوذ بالله من النار ، ولم يقدر على اتمامها فكان على تلك الهيئة إلى أذان الفجر . نقل ابن الشيخ عن المرحوم سلطان الواعظين أنه قال : كنت جالسا في سرداب سامراء وبيدي كتاب مفاتيح الجنان في أوائل نشره وطبعه ، فرأيت شيخا جالسا في جنب السرداب وعلى رأسه عمامة صغيرة ويذكر الله ، فسألني الشيخ لمن هذا الكتاب ؟ قلت : للمحدث القمي الحاج الشيخ عباس ، فبدأت بمدح مؤلف الكتاب ، فقال لي الشيخ : لا يستحق مؤلفه هذا المدح فكف لسانك عن مدحه واتركه ، فقلت له بضجر : قم واذهب يا شيخ ! فقال لي شخص في جنبي : تأدب يا فلان هذا الشيخ هو المحدث القمي الحاج الشيخ عباس ، فقمت واعتذرت إليه واردت تقبيل يده فمنعني ، ولكنه أخذ يدي وقبلها وقال : أنت سيد . فهذا دليل آخر على احترامه لذرية الرسول صلى الله عليه وآله وتوقيره إياهم . كان مواظبا على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كان ينهى كل أحد عن المنكرات حتى أصدقاءه وأقرباءه ، وكان يؤثر فيهم ، ولم يجرأ أحد على الغيبة أمامه وهو أيضا لم يغتب أحدا ولم يكذب وكان يبغضهما كثيرا . كان الشيخ متواضعا لأهل العلم سيما علماء الحديث والرواية ، ولم يقدم نفسه على أي أحد ، كان يجلس في أدنى الأماكن لو دعي إلى مجلس ، كان يمشي خلف مصاحبيه ، ولو مدحه أحد ترجى منه تغيير الحديث ، وقطع المدح ويقول : إني أعلم بحقارتي ودنائتي .
9
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 9