نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 8
اليزدي صاحب العروة الوثقى - وكان شديد الانضباط في أمر المدرسة وأمور الطلاب ، أن الطلاب كانوا يسعون لأخذ حجرات جديدة يأتيها الضوء وشعاع الشمس وكان يقول : سكن الحاج الشيخ عباس القمي رحمه الله في حجرة مظلمة تحت سلم الطبقة الثانية ، وكان يترجم العروة الوثقى في تلك الحجرة المظلمة المرطوبة ، وكلما أردت استبدالها بأحسن منها ، كان يقول : لا احتاج إلى ذلك فإن هذه الحجرة تكفيني ، وأنا مرتاح فيها ولا أريد أن أضايق سائر الطلاب . كانت معيشته عادية أو أقل من حياة كثير من أهل العلم الذين ليس لهم سمعة ولا شهرة ، كان لباسه قباء من كرباس معطر نظيف ولا يستبدله لعدة سنين دون أن يفكر بالتجمل والثروة . وكان الشيخ رحمه الله يصعد المنبر في المسجد الهندي صباحا في العشرة الأولى من محرم الحرام في النجف الأشرف ، فكان مجلسه مزدحما بالناس أكثر من سائر المجالس في النجف ، وكانت مدة حديثه على المنبر لا تتجاوز الساعتين ، وفي اليوم العاشر لا يقرأ سوى المقتل ، ولا يتكلم إلا عن مصائب سيد الشهداء عليه السلام ومظلوميته ، وكان يبكي أهل العلم والفضل بكاء لم ير له نظير . يقول ابن الشيخ : كنا في النجف الأشرف في سنة 1357 ه أي قبل سنتين من وفاة الوالد ، فقام ذات يوم من النوم وقال : أصابني وجع شديد في عيني ولم أقدر على المطالعة ، وكان يقول بلسان حاله : كأن أهل البيت طردوه ولم يريدوه ، كما كان يصرح بهذا المطلب في بعض الأحيان ثم يبكي بتأثر وحرقة . ثم قال ابنه : فذهبت إلى الدرس وتركته على تلك الهيئة ، فلما جئت إلى البيت ظهرا رأيته جالسا في موضعه ومشغولا بالكتابة ، قلت له : كيف حال عينك يا أبة ؟ قال : ذهب عني الوجع بأجمعه ، قلت : كيف عالجتها ؟ قال : توضأت وجلست أمام القبلة ووضعت كتاب الكافي على عيني ، فذهب الوجع عنها ، فلم يصب بوجع العين بعدها إلى آخر عمره الشريف . كان الحاج الشيخ عباس القمي رحمه الله يقوم من النوم ساعة قبل طلوع الفجر فيبدأ
8
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 8