نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 7
محدثا مطلقا على غوامض الأمور . وبقي يواصل أعماله العلمية وانصرف إلى البحث والتأليف ، وقد رقى المنبر للوعظ والإرشاد وكان ذلك بداية عهده بالخطابة وكان غير مشهور آنذاك . وفي سنة 1329 ه تشرف إلى الحج مرة ثانية . وفي سنة 1331 ه هبط مشهد الإمام الرضا عليه السلام في خراسان واتخذ منه مقرا دائما له ، وكانت أكثر تأليفات الشيخ عباس القمي رحمه الله في مشهد المقدسة منها كتابه ( الفوائد الرضوية في شرح حال علماء الإمامية ) . وكان دائم الاشتغال شديد الولع في الكتابة والتدوين والبحث والتنقيب ، لا يصرفه عن ذلك شئ ، ولا يحول بينه وبين رغبته فيه واتجاهه إليه حائل . ووفق الشيخ عباس القمي قدس سره حج البيت الحرام وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثالثة من مشهد ، واستغرق سفره ستة أشهر ، فاشتهر الشيخ بعد هذه السفرة بالحاج الشيخ عباس القمي . أقام المحدث القمي رحمه الله حدود ( 12 ) عاما في مشهد المقدسة ، وكان الشيخ في همدان في السنة التي حدثت واقعة مشهد ومسجد ( گوهرشاد ) من هتك ونهب وقتل ، فجاء من هناك إلى قم ، فمكث فيها قليلا ثم ذهب إلى العراق ، وسكن في النجف الأشرف إلى آخر عمره الشريف ، وقد أتم بعض تأليفاته في آواخر عمره في النجف منها ( الكنى والألقاب ) . كان المحدث القمي رحمه الله مبتلى بضيق النفس بحيث يصعب عليه القيام والقعود ، وفي بعض الأحيان لا يقدر على رفع الكتاب من الأرض ، ومع ذلك فقد كان مشتغلا ليلا ونهارا إما بالمطالعة وإما بالكتابة ، وقل ما نام على فراش بل كان يضع رأسه على يده وينام على تلك الهيئة . وقد كان شديد الحب للكتب والمطالعة سيما الكتابة ، لا يعرف التعب فيها ، وكتب كثيرا حتى ظهرت الثفنات في أصابعه التي يمسك بها القلم . ونقل عن المرحوم الحاج باقر الطباطبائي - متولي مدرسة جده السيد كاظم
7
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 7