responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 362


أهلك ، فقال : نعم ، فقال له : تقدم حتى أبصر ما يوجعك ؟ قال : فكرهت ملامستهم ، وقلت في نفسي : أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة ، وأنا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول ، ثم إني بعد ذلك تقدمت إليه ، فلزمني بيده ومدني إليه وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده فأوجعني ، ثم استوى في سرجه كما كان فقال لي الشيخ : أفلحت يا إسماعيل ، فعجبت من معرفته باسمي ، فقلت : أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله ، قال : فقال لي الشيخ : هذا هو الإمام ، قال : فتقدمت إليه فاحتضنته وقبلت فخذه ، ثم أنه ساق وأنا أمشي معه محتضنه ، فقال : ارجع ، فقلت : لا أفارقك أبدا ، فقال : المصلحة رجوعك ، فأعدت عليه مثل القول الأول .
فقال الشيخ : يا إسماعيل ما تستحيي يقول لك الإمام مرتين ارجع وتخالفه ؟
فجبهني [1] بهذا القول ، فوقفت فتقدم خطوات والتفت إلي وقال : إذا وصلت بغداد فلابد أن يطلبك أبو جعفر - يعني الخليفة المستنصر ، رحمه الله - ، فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه ، وقل لولدنا الرضى ليكتب لك إلى علي بن عوض ، فإنني أوصيه يعطيك الذي تريد ، ثم سار وأصحابه معه ، فلم أزل [ قائما ] [2] أبصرهم إلى أن غابوا عني ، وحصل عندي أسف لمفارقته ، فقعدت إلى الأرض ساعة ، ثم مشيت إلى المشهد .
فاجتمع القوم حولي ، وقالوا : نرى وجهك متغيرا أوجعك شئ ، قلت : لا ، قالوا : أخاصمك أحد ؟ قلت : لا ، ليس عندي مما تقولون خبر لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم ، فقالوا : هم من الشرفاء أرباب الغنم ، فقلت : لا ، بل هو الإمام عليه السلام فقالوا : الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية ، فقلت : هو صاحب الفرجية ، فقالوا : أريته المرض الذي فيك ؟ فقلت : هو قبضه بيده وأوجعني ، ثم



[1] جبهه : نكس رأسه .
[2] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر .

362

نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست