نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 361
ودخل إلى مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاووس ، رحمه الله ، وشكا إليه ما يجده منها ، وقال : أريد أن أداويها . فاحضر له أطباء الحلة وأراهم الموضوع ، فقالوا : هذه التوثة فوق العرق الأكحل وعلاجها خطر ، ومتى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت ، فقال له السعيد رضي الدين قدس الله روحه : أنا متوجه إلى بغداد وربما كان أطباؤها أعرف وأحذق من هؤلاء فاصحبني ، فأصعده معه وأحضر الأطباء ، فقالوا كما قال أولئك ، فضاق صدره . فقال له السعيد : إن الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب وعليك الاجتهاد في الاحتراس ، ولا تغرر بنفسك فالله تعالى قد نهى عن ذلك ورسوله ، فقال له والدي : إذا كان الأمر على ذلك وقد وصلت إلى بغداد فأتوجه إلى زيارة المشهد الشريف بسر من رأى على مشرفه السلام ، ثم أنحدر إلى أهلي فحسن له ذلك ، فترك ثيابه ونفقته عند السعيد رضي الدين ، وتوجه ، قال : فلما دخلت المشهد وزرت الأئمة عليهم السلام ونزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبالإمام عليه السلام وقضيت بعض الليل في السرداب وبقيت [1] في المشهد إلى الخميس ، ثم مضيت إلى دجلة واغتسلت ولبست ثوبا نظيفا ، وملأت إبريقا كان معي ، وصعدت أريد المشهد ، فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور ، وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم فالتقينا ، فرأيت شابين أحدهما عبد مخطوط وكل واحد منهم متقلد بسيف ، وشيخا منقبا بيده رمح ، والآخر متقلد بسيف وعليه فرجية ملونة فوق السيف ، وهو متحنك بعذبته ، فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق ، ووضع كعب الرمح في الأرض . ووقف الشابان عن يسار الطريق ، وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابل والدي ، ثم سلموا عليه فرد عليهم السلام ، فقال له صاحب الفرجية : أنت غدا تروح إلى