نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 326
وركب أبي وبنو هاشم والقواد والكتاب وسائر الناس إلى جنازته عليه السلام ، فكانت سر من رأى - يومئذ - شبيهة بالقيامة . فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى [ بن ] [1] المتوكل فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منها فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء والمعدلين وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام ، مات حتف أنفه على فراشه ، حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان ، ومن القضاة فلان وفلان ، ثم غطى وجهه وقام ، فصلى عليه وكبر عليه خمسا وأمر بحمله ، وحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه ، عليهما السلام . فلما دفن وتفرق الناس اضطرب السلطان وأصحابه في طلب ولده ، وكثر التفتيش في المنازل والدور ، وتوقفوا على قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهموا عليها الحبل ملازمين لها سنتين وأكثر حتى تبين لهم بطلان الحبل ، فقسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ، وادعت أمه وصيته ، وثبت ذلك عند القاضي ، والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده . فجاء جعفر بعد قسمته الميراث إلى أبي ، وقال له : اجعل لي مرتبة أبي وأخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار [ مسلمة ] [2] ، فزبره أبي واسمعه ، وقال له : يا أحمق إن السلطان أعزه الله جرد سيفه وسوطه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك ، فلم يقدر عليه ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما ، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة ، فلم يتهيأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماما فلا حاجة بك إلى سلطان يرتبك مراتبهم ، ولا غير سلطان ، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بها ، واستقله [ أبي ] [3] عند ذلك
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [2] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [3] أضيفت ما بين المعقوفتين لبيان المعنى .
326
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 326