نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 313
نفسي : ليته أمر لي بثلاثمائة درهم مائة أشتري بها حمارا ، ومائة للنفقة ، ومائة للكسوة ، وأخرج إلى الجبل ، قال : فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه . فقال : يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه ، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي : يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت ؟ فقال : يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذه الحال ، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال : هذه خمسمائة درهم ، مائتان للكسوة ، ومائتان للدين [1] ، ومائة للنفقة ، وأعطاني صرة فقال : هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار ، ومائة للكسوة ، ومائة للنفقة ، ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء [2] ، فصار إلى سوراء وتزوج بامرأة ، فدخله اليوم ألف دينار ، ومع هذا يقول بالوقف ، فقال : محمد بن إبراهيم ، فقلت له : ويحك أتريد أمرا هو أبين من هذا ؟ قال : فقال : هذا أمر قد جرينا عليه [3] . أقول : هذا هو التقليد الذي ذمه الله عز وجل في شريف كتابه ، فقال حكاية عن الكفار : * ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) * [4] . وعن أبي حمزة نصير الخادم ، قال : سمعت أبا محمد عليه السلام غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم ، ترك وروم وصقالبة ، فتعجبت من ذلك ، وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن عليه السلام ولا رآه أحد ، فكيف [ هذا ] [5] ؟ أحدث نفسي بذلك ؟ فأقبل علي ، فقال : إن الله تبارك وتعالى بين حجته من سائر خلقه بكل شئ ويعطيه اللغات ومعرفة الأنساب والآجال والحوادث ، ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق [6] .
[1] هي خ ل ( للدقيق ) . [2] سوراء بضم أوله وسكون ثانيه ثم راء والف محدودة ، موضع يقال : هو إلى جنب بغد اد ، وقيل هو بغداد نفسها ( انظر معجم البلدان : ج 3 ص 184 ) . [3] الكافي : ج 1 ص 506 ح 3 . [4] الزخرف : 23 . [5] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [6] الكافي : ج 1 ص 509 ح 11 ، والإرشاد : ص 343 .
313
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 313