نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 268
بما عندك فيه . فقال : أما إذ أقسمت علي بالله إني أقول أنهم أخطأوا فيه السنة ، فان القطع يجب ان يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف ، قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قول رسول الله : ( السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين ) ، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى : * ( وأن المساجد لله ) * [1] يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها : * ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) * [2] وما كان لله لم يقطع . قال : فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف . قال ابن أبي داود : قامت قيامتي وتمنيت أني لم أك حيا ، قال زرقان : قال ابن أبي داود : صرت إلى المعتصم بعد ثلاثة ، فقلت : إن نصيحة أمير المؤمنين علي واجبة وأنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار ، قال : وما هو ؟ قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته وعلماءهم لأمر واقع من أمور الدين ، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر مجلسه أهل بيته وقواده ووزراؤه وكتابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ، ثم يترك أقاويلهم كلهم ، لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بإمامته ، ويدعون أنه أو لي منه بمقامه ، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء . قال : فتغير لونه وانتبه لما نبهته له ، وقال : جزاك الله عن نصيحتك خيرا ، قال : فأمر اليوم الرابع فلانا من كتاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله ، فدعاه فأبى أن يجيبه وقال : قد علمت أني لا أحضر مجالسكم ، فقال : إني إنما أدعوك إلى الطعام وأحب أن تطأ ثيابي ، وتدخل منزلي فأتبرك بذلك ، فقد أحب فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك ، فصار إليه .