نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 238
[ إلى ] [1] وهدة ، فقال لي قف : ها هنا [ قال ] [2] فوقفت ، فأتاني ، فقلت له : جعلت فداك أين كنت ؟ قال : دفنت أبي الساعة ، وكان بخراسان [3] . وروى أبو الفرج عن أبي الصلت ، أنه لما مات الرضا عليه السلام ، حضره المأمون قبل أن يحفر قبره ، وأمر أن يحفر إلى جانب أبيه ، ثم أقبل علينا ، فقال حدثني صاحب هذا النعش : أنه يحفر له قبر فيظهر فيه ماء وسمك ، احفروا فحفروا ، فلما انتهوا إلى اللحد نبع ماء وظهر فيه سمك ، ثم غاض الماء ، فدفن فيه الرضا عليه السلام [4] . أقول : الذي أفيض علي ببركة مولانا أبي الحسن الرضا عليه السلام في ظهور السمك والماء في قبره الشريف ، لعل هو تنبيه المأمون بانتقام الله تعالى منه ، بزوال ملكه وحلول الغضب عليه ، وهلاكه بالسمك والماء ، لاغتياله الرضا عليه السلام . قال الدميري في تعبير السمك : وربما دلت رؤيته على الغم والنكد ، وزوال المنصب ، وحلول الغضب ، لأن الله تعالى حرم على اليهود صيدهم يوم السبت ، فخالفوا أمره واستوجبوا اللعن ، انتهى [5] . وأما هلاك المأمون بالسمك والماء ، فقد حكى المسعودي في مروج الذهب في أخبار المأمون وغزاته أرض الروم ، ما هذا ملخصه : وانصرف غزاته ، فنزل على عين البديدون المعروفة بالقشيرة ، فأقام هنالك [ حتى ترجع رسله من الحصون ] [6] فوقف على العين [ ومنبع الماء ] [7] ، فأعجبه برد مائها وصفاؤه وبياضه وطيب حسن الموضع وكثرة الخضرة ، فأمر بقطع خشب طوال فبسط على العين كالجسر ، وجعل فوقه كالأزج من الخشب وورق الشجر ، وجلس تحت الكنيسة التي قد عقدت له والماء تحته ، وطرح في الماء درهما صحيحا فقرأ كتابته وهو في قرار الماء الماء ، ولم يقدر أحد أن يدخل يده في الماء من شدة برده ، فبينا
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [2] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [3] كشف الغمة : ج 2 ص 363 . [4] مقاتل الطالبيين : ص 380 . [5] حياة الحيوان للدميري : ج 1 ص 572 . [6] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [7] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر .
238
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 238