responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 239


هو كذلك إذ لاحت سمكة نحو الذراع كأنها سبيكة فضة ، فجعل لمن يخرجها سيفه [1] ، فبدر بعض الفراشين فأخذها وصعد .
فلما صارت على حرف العين ، أو على الخشب الذي عليه المأمون ، اضطربت وأفلتت من يد الفراش ، فوقعت في الماء كالحجر ، فنضح من الماء على صدر المأمون ونحره وتر قوته ، فبلت ثوبه ، ثم انحدر الفراش ثانية ، فأخذها ووضعها بين يدي المأمون في منديل تضطرب ، فقال المأمون : تقلى الساعة ، ثم أخذته رعدة من ساعته ، فلم يقدر أن يتحرك من مكانه ، فغطى باللحف والدواويج ، وهو يرتعد كالسعفة ويصيح : البرد البرد ، ثم حول إلى المغرب [2] ، ودثر وأوقد النيران حوله ، وهو يصيح : البرد البرد ، ثم اتي بالسمكة وقد فرغ من قليها ، فلم يقدر على الذوق منها ، وشغله ما هو فيه عن تناول شئ منها ، ولما اشتد به الأمر ، سأل المعتصم بختيشوع [3] وابن ماسويه [4] في ذلك الوقت عن المأمون ، وهو في سكرات الموت ، وما الذي يدل عليه علم الطب من أمره ؟ وهل يمكن برؤه وشفاؤه ؟ فتقدم ابن ماسويه ، وأخذ إحدى يديه وبختيشوع الأخرى ، وأخذ المجسة من كلتا يديه ، فوجدا نبضه خارجا عن الاعتدال ، منذرا بالفناء والانحلال ، والتزقت أيديهما ببشرته لعرق كان يظهر منه ، من سائر جسده ، كالزيت أو كلعاب بعض الأفاعي ، فأخبر المعتصم بذلك ، فسألهما عن ذلك ، فأنكرا معرفته ، وأنهما لم يجداه في شئ من الكتب ، وأنه دال على انحلال الجسد .
فأحصر المعتصم [5] الأطباء حوله يؤمل خلاصه مما هو فيه ، فلما ثقل قال :



[1] في المصدر : ( سبقا ) .
[2] في المصدر : ( المضرب ) .
[3] هو : بختيشوع بن يوحنا بن بخيشوع ، طبيب من أهل بغداد ، كان حظيا عند الخلفاء وغيرهم ، واختص بخدمة المقتدر بالله ، ثم الراضي بالله ، وكان له منهما الانعام الكثير والإقطاعات من الضياع ، توفى ببغداد سنة 329 ه‌ ( انظر الاعلام للزرگلي : ج 2 ص 45 .
[4] ابن ماسويه يوحنا : الطبيب المشهور الذي لازم المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل ، توفى سنة 243 ه‌ ( انظر الكنى والألقاب : ج 1 ص 298 ) .
[5] في المصدر : ( المأمون ) وما أثبتناه هو الصحيح .

239

نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست