نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 195
أخراوتين ، فلما طال وقوفي وخفت أن يسأل عني هارون وحانت منه تسليمة فشرعت في الكلام فامسك ، وقد كان قال لي هارون : لا تقل [1] بعثني أمير المؤمنين إليك ، ولكن قل : بعثني أخوك ، وهو يقرئك السلام ويقول لك : انه بلغني عنك أشياء أقلقتني فأقدمتك إلي ، وفحصت عن ذلك فوجدتك نقي الجيب ، بريئا من العيب ، مكذوبا عليك فيما رميت به ، ففكرت بين اصرافك إلى منزلك ومقامك ببابي ، فوجدت مقامك ببابي أبرأ لصدري ، وأكذب لقول المسرعين فيك ، ولكل انسان غذاء قد اغتذاه وألفت عليه طبيعته ، ولعلك اغتذيت بالمدينة أغذية لا تجد من يصنعها لك ها هنا ، وقد أمرت الفضل أن يقيم لك من ذلك ما شئت ، فمره بما أحببت وانبسط فيما تريده ، قال : فجعل عليه السلام الجواب في كلمتين من غير أن يلتفت إلي ، فقال : لا حاضر مالي فينفعني ، ولم أخلق سؤولا الله أكبر . ودخل في الصلاة ، قال : فرجعت إلى هارون فأخبرته ، فقال لي : فما ترى في أمره ؟ فقلت : يا سيدي لو خططت في الأرض خطة فدخل فيها ، ثم قال : لا أخرج منها ما خرج منها ، قال : هو كما قلت ولكن مقامه عندي أحب إلي . وروى غيره ، قال : قال هارون : إياك أن تخبر بهذا أحدا ، قال : فما أخبرت به أحدا حتى مات هارون [2] . وروى الشيخ عن محمد بن غياث في خبر ، قال : قال هارون ليحيى بن خالد : انطلق إليه عليه السلام ، وأطلق عنه الحديد وأبلغه عني السلام ، وقل له يقول لك ابن عمك : أنه قد سبق مني فيك يمين إني لا أخليك حتى تقر لي بالإساءة وتسألني العفو عما سلف منك ، وليس عليك في اقرارك عار ولا في مسألتك إياي منقصة ، وهذا يحيى ابن خالد هو ثقتي ووزيري وصاحب أمري ، فسله بقدر ما اخرج من يميني وانصرف راشدا ، قال محمد بن غياث : فأخبرني موسى بن يحيى بن خالد أن أبا
[1] في المصدر : ( لا تقول ) . [2] الدر النظيم : الباب التاسع ، فصل في ذكر بعض أخبار موسى عليه السلام ( مخطوطة ) .
195
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 195