نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 170
فقالت امرأته : لا أرضى حتى تسأل أبا عبد الله عليه السلام ، وكان بالحيرة إذ ذاك أيام أبي العباس . قال : فذهبت إلى الحيرة ولم أقدر على كلامه ، إذ منع الخليفة الناس من الدخول على أبي عبد الله عليه السلام ، وأنا أنظر كيف ألتمس لقاءه ، فإذا سوادي [1] عليه جبة صوف يبيع خيارا ، فقلت له : بكم خيارك هذا كله ؟ قال : بدرهم ، فأعطيته درهما ، وقلت له : أعطني جبتك هذه ، فأخذتها ولبستها وناديت : من يشتري خيارا ؟ ودنوت منه عليه السلام ، فإذا غلام من ناحية ينادي : يا صاحب الخيار ، فقال عليه السلام لي - لما دنوت منه - : ما أجود ما احتلت ! أي شئ حاجتك ؟ قلت : إني ابتليت فطلقت أهلي في دفعة ثلاثا ، فسألت أصحابنا فقالوا : ليس بشئ ، وإن المرأة قالت : لا أرضى حتى تسأل أبا عبد الله عليه السلام ، فقال : ارجع إلى أهلك فليس عليك شئ [2] . وروى الكشي عن عنبسة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : أشكو إلى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وأسر بكم ، فليت هذا الطاغية اذن لي فاتخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجئ من ناحيتنا مكروه أبدا [3] . أقول : لما منع الصادق عليه السلام من القعود للناس شق ذلك على شيعته ، وصعب عليهم ، حتى ألقى الله عز وجل في روع المنصور أن يسأل الصادق عليه السلام ليتحفه بشئ من عنده ، لا يكون لأحد مثله ، فبعث إليه بمخصرة [4] كانت للنبي صلى الله عليه وآله عليها السلام طولها ذراع ، ففرح بها فرحا شديدا ، وأمر أن تشق له أربعة أرباع ، وقسمها في
[1] سوادي : نسبة إلى ( السواد ) ، والسواد ما حوالي الكوفة من القرى والرساتيق ( انظر تهذيب اللغة : مادة ( ساد ) ج 13 ص 33 ) . [2] الخرائج والجرائح : ج 2 ص 642 ح 49 . [3] اختيار معرفة الرجال : ص 365 ح 677 . [4] المخصرة : عصا أو نحوها بيد صاحبها ( انظر العين : مادة ( خص ) ج 4 ص 183 ) .
170
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 170